2 يونيو 2025

تأليف : كمال غزال
" إذا استُبدلت أعضائي، واحدةً تلو الأخرى… في أي لحظة أتوقف عن كوني أنا ؟ ومتى يتحوّل الجسد، من مأوى للذات… إلى شيء غريب عنها ؟ "

كتب آدم هذه الكلمات في مفكرته الرقمية بعد أول عملية استئصال جزئي.

أزيلت ذراعه اليسرى التي أنهكها الورم وحلّ محلها تركيبٌ آليّ متصل بمنظومة عصبية إلكترونية دقيقة.

28 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
لم أكن أظن أن امرأةً مثلي، رزينة في حبها، هادئة في غيرتها، قد تخاف من باب خزانة.

كنت أراقبه كل ليلة، حين تنطفئ أضواء البيت الكبير، ويعم الصمت في أركانه.

كان باب الخزانة الخشبي، يتحرك كأن فيه نَفَس. لا يُفتح فجأة. لا يصدر صوتاً. بل ينزلق… ببطء مريب، كأن أحداً في الداخل يختبر مزاج الليل.

24 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
على أعتاب نهاية القرن الحادي والعشرين لم يعد المريخ حلماً على خرائط الخيال، ولا حزام الكويكبات مقبرةً للصخور التائهة؛ بل صار كلاهما محطات مفتوحة في دفتر الإنسان، يكتب فيها بأقلام من نار ومعدن.

كان البشر هناك، يحفرون في أعماق الكويكبات من أجل الذهب والمعادن النادرة.


17 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
لطالما كان في رأس خميس بن سيف فكرة واحدة : أن الكنوز القديمة لا تختبئ في الأرض عبثاً، وأن خلف كل خرافة حقيقية ما لا يُقال.

في قريتهم الصغيرة قرب بَهْلاء، دارت منذ أجيال حكاية عن كنزٍ دفين في واد قريب من جبل الهيال، يبعد عشرات الكيلومترات ... كنز لا يراه إلا من فقد شيئاً من نفسه.

15 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
منذ أن فتحت عيني على هذا العالم، ظلّ هناك حلم... لا يموت.

امرأة بلا ملامح تدخل بيتاً بلا سقف.
في وسطه، دائرة من ثلاثين مقعداً طينياً، مصطفّة كأنها تنتظر شيئاً لم يحن أوانه.

وفي المركز، تجلس امرأة في حالة ولادة. لا تصرخ، لا تتلوّى، فقط تحدّق بي.

10 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
في تلك القرية المنسية، حيث الليل أكثر كثافة من الظلام نفسه، كان الجميع يهمس باسم تلك الأرجوحة القديمة المعلقة تحت شجرة صنوبر هَرِمة قرب البحيرة الميتة.

لم يعرف أحد من أين جاءت، ولا متى عُلِّقت، لكنها كانت هناك منذ زمن أقدم من ذاكرة البشر، ثابتة كأنها وتر مشدود بين عالمين.

5 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
حين أنظرُ الآنَ إلى يديّ الهزيلتين وهما ترتجفان فوق غطاء السرير الأبيض، أتساءل: هل كانت حياتي مجرد رحلة طويلة من الصمت، منذ أول صرخة أطلقتُها في هذا العالم ؟

منذ طفولتي في قرية صغيرة نائية شمال المغرب، كان الليل يحضر معه غرباءً لا تراهم سوى عيناي.