إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات أدبية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات أدبية. إظهار كافة الرسائل
25 يونيو 2025
28 مارس 2011
هوراس ولبول : الأب الشرعي لأدب الرعب القوطي
يعد هوراس ولبول Horace Walpole شخصية أرستقراطية سياسية مهمة ومهندساً معمارياً لكن الأهم و الأبقى أنه كاتب مبدع ويكفي فقط أن نعرف أنه هو أول من كتب نوع ( أدب الرعب القوطي ) كما يرجع إليه الفضل في صك ( أدب قوطي ) في الأصل..
ولد هوراس ولبول في عام 1717 في لندن التي كانت وقتها عاصمة الإمبراطورية البريطانية (التي لا تغيب عنها الشمس ) كأصغر أبناء الخمسة للسير " روبرت والبول " .. و هو ينتمي للطبقات الأرستقراطية و كان أبوه رئيساً للوزارة و قد درس في جامعة كمبردج و لكنه غادرها دون الحصول على الشهادة و بعد تركه للجامعة صار عضواً في البرلمان و حاملاً للقب ( إيرل أورفورد ) ولم يتزوج و لم ينجب أطفالاً لذا فقد كان آخر من حمل لقب ( إيرل أورفورد )
و العجيب أن " هوراس ولبول " قد أستقى أفكاره عن الرعب القوطي و اشتق المصطلح نفسه من الطراز المعماري الذي بني عليه منزله الكائن في ( ستروبيري هيلز ) و هو من الطراز القوطي .
و كلمة ( قوطي ) لا ترجع للقوط كما يتخيل البعض بل إن معناها ( جرماني ) أو ( تيوتوني ) و هو طراز معماري عرفته أوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي و قد أصبح هذا الطراز مميز لكل القلاع و القصور المخيفة التي تدور فيها قصص مصاصي الدماء و غريبي الأطوار الشاحبين في قصص الرعب ..
قلعة أوترانتو
قلعة أوترانتو هي العمل الأهم لـ " هوراس ولبول " و لعله الأوحد له وقد كتبت الرواية في عام 1764 لتكون نوعاً أدبياً جديداً في حد ذات وليكرس لفكرة ( الرعب القوطي ) ورغم أن كثيراً من النقاد و دراسي الأدب يعتبرونه نوعاً رخيصاً من أدب الرعب وغير جدير بالاحترام إلا أنه في الواقع نوعاً مميزاً من الأدب الذي له عشاقه ويكفي فقط أن نذكر المكانة التي وصل إليها كاتب الرعب الشهير ستيفن كنج والتي كان قد سبقه إليها هوراس ولبول.
وتدور الرواية باختصار حول (مانفرد ) أمير أوترانتو الذي يفقد ابنه الوحيد في حادث غامض بعد سقوط خوذة عملاقة من تمثال ( ألفونس) مؤسس أوترانتو ويحاول ( مانفرد ) أن يتزوج من أرملة ابنه ( إيزابيلا ) و لكنها ترفض ذلك فيبدأ في مطاردتها ، مما يجبرها على أن تلوذ بقباب القلعة وهناك تلتقي بالشاب الريفي (ثيودور) الذي تكتشف فيما بعد أنه هو الوريث الشرعي لأبراج ( أوترانتو ) .
و قد حظيت القصة بإعجاب الكاتب الكبير (والتر سكوت ) ولكنها من ناحية أخرى أثارت بعض الاعتراضات بسبب كثرة أحداثها الخارقة التي دمرت خيال المؤلف الخصب كما عبرت عن ذلك الكاتبة (كلارا ريف ).
العجيب أن (هوراس ولبول) نشر روايته هذه تحت اسم مستعار هو (مورالتو) و اخترع قصة بالغة الغرابة تدل في حد ذاتها على خصب خياله لتمرير هذا العمل الأدبي شديد الرقي فقد أدعى (هوراس ولبول) أن قصة ( قلعة أوترانتو ) من تأليف كاتب إيطالي يدعي (مورالتو) ؛ هو في حد ذاته من بنات أفكار (ولبول ) ؛ و قد عُثر عليها لدي أسرة بريطانية شمال البلاد و تمت ترجمتها أي أن " هوراس ولبول " ببساطة تبرأ من عمله الأدبي و نسبه لغيره و يكون السؤال المهم لماذا أقدم على ذلك؟!
إن الكاتب حينما يكتب عملاً أدبياً يصبح هذا العمل لفوره جزء من لحمه و دمه و يكون الموت أهون عنده من أن ينسب هذا العمل لكاتب آخر تماماً كما يرفض أي أب أن ينسب ولده لرجل آخر فكيف واتت هوراس ولبول الشجاعة ليتخلى عن تحفته الخالدة ؟!
ربما يكون لوضعه الأرستقراطي السياسي صلة بذلك .. أو لعله في النهاية كان يخشى النقد .. أو ربما تكون غرابة القصة ؛ بالنسبة لزمنها ؛ دفعته لأن ينشرها باسم مستعار حتى إذا ثارت عاصفة النقد عصفت باسم غيره ( اسم وهمي في الحقيقة ) و ليس باسمه هو !
اختلف موقف النقاد من هذه الرواية اختلافا تاماً :
فحينما نشرها " هوراس ولبول " بالاسم الإيطالي المستعار مدحها النقاد و أثنوا على قدرت " ولبول " كمترجم .. أما عندما ذكر الحقيقة في الطبعات التالية لها فقد شن النقاد هجوماً حاداً عليها و أصبحت في نظرهم مثالاً للرداءة و الركاكة !
و لكن مهما يكن الأمر فإن هذه القصة قد أرست الخطوط العريضة و حددت الملامح الرئيسية التي انتهجتها كل روايات و قصص الرعب القوطي بعد ذلك :
فنجد في كل هذه القصص ( قلعة مخيفة قوطية الطراز تعج بالأبواب السحرية و الأقبية المتعفنة التي يخيم عليها نسيج العنكبوت ولا بد طبعاً من الضباب الكثيف حول القلعة و كذلك لا غني عن البطلة الشاحبة التي تفقد وعيها بمعدل ستين مرة في الساعة هذا بخلاف التعرف على أشخاص غامضين مرعبين تحسبهم في منتهي الرقة فقط لتكتشف في النهاية أنهم مصاصي دماء ) !
وخلافاً لقلعة أوترانتو فقد ترك لنا (هوراس ولبول ) ثروة أدبية ممثلة في خطاباته والتي يبلغ عددها 3000 خطاب .. كذلك مذكراته أيضاً لها قيمة أدبية كبيرة
عاش " هوراس ولبول " في منزله القوطي في (ستروبيري هيلز) لباقي عمره وتوفي عام 1797 عن عمر ناهز ثمانين عاماً.
المصادر
- قلعة الأسرار - الجزء 39 من سلسلة ( روايات عالمية للجيب ) لـ أحمد خالد توفيق
تصنيف :
شخصيات أدبية
7 ديسمبر 2010
برام ستوكر : مبدع شخصية دراكولا
لاشك أن أبراهام ستوكر (1847 – 1912) يحظى بمكانة ممتازة وسط رعايا عالم الرعب و الغموض لا تقل عن المكانة التي حظي بها إأدغار آلان بو فيما قبل ، أو ستيفن كنج فيما بعد .. ويكفي فقط ليدرك القارىء عمن نتحدث بالضبط أن نقول بأسلوب إنجليزي رصين :
- "
آوه يا عزيزي ! إننا نتحدث عن مبدع شخصية دراكولا !
"عندئذ ؛ فيما أظن ؛ سيتعالى التصفيق !
فمن هو هذا المبدع العظيم الذي نال شهرة مستحقة وخلق من بين سحب الزمن شخصية أدبية قل أن يجود الزمان بمثلها !
ولد " أبراهام" أو" برام " ستوكر في 8 نوفمبر 1847 في مدينة دبلن عاصمة أيرلندا وقد ولد بمرض غير معروف منعه من الاعتماد على نفسه في المشي أو الكلام حتى سن السابعة ، كما أثر أيضاً على مقدرته على الكلام .. و لكن يبدو أن " أبراهام " كان عنيداً مصراً على التحدي لذلك فلم يكتفي بتجاوز مرضه فقط .. بل تحول بإصراره إلى رياضي و بطل من أبطال كرة القدم في كلية ( ترينتي ) !
ولم يكتفي " أبراهام " الشاب بالتفوق الرياضي بل أضاف إليه التفوق العلمي في الرياضيات و العلوم والتاريخ واللغة وتخرج من الكلية حائزاً على مرتبة الشرف وعمل موظف مدني في قلعة ( دبلن ) لمدة ثماني سنوات ويظهر أن هذا العمل الروتيني الممل هو أكثر أمر يكرهه من أوتي موهبة أدبية ؛ حيث كانت محاولة من " أبراهام " لإرضاء والده ليس إلا.
و لكن هذه الفترة شهدت بدايات نشر القصص الأولى ومنها قصة « كأس الكريستال » التي نشرت عام 1872، و« سلسلة القدر » عام 1875، و« لعنة الروح » عام 1880.. كذلك عكف الأديب الناشئ على النقد لصالح إحدى المجلات الأدبية بدون أجر.. و قد كان من الأشياء المؤثرة في حياة " برام ستوكر " صداقته القوية بالممثل البريطاني الشهير سير " هنري أيرفينغ " .. الذي عمل مديرا لأعماله، كذلك فقد صار مديراً لمسرح ليسيوم الخاص بالسير " إيرفنج " ، واستمر في وظيفته مدة سبعة وعشرين عاماً حتى وفاة صديقه في عام 1906.
و قد كان من حسن حظ " ستوكر " تعرفه على عدد من أشهر الأدباء في هذه الفترة من خلال اختلاطه بالأوساط الفنية .. ومن هؤلاء الذين أسعد " ستوكر " الحظ بتعرفه إليهم " آرثر كونان دويل" و " ألفريد لورد تينيسون " والساخر الكبير " مارك توين " و " أوسكار وايلد " .. و كان الأخير هو المنافس لأديبنا العظيم علي حب الفتاة الجميلة " فلورنس بالكومب" التي فضلت " ستوكر " وتزوجا في عام 1878.
كان " برام ستوكر " شعلة من النشاط ، واعتاد القيام بعدة أنشطة مختلفة فلم يكتفي بعمله كمدير للمسرح بل أعتاد أن يقدم المحاضرات ، ويسافر في رحلات متعددة مع فرقة المسرح إلى الولايات المتحدة وكتب الكثير من المقالات والمواضيع عن صديقه أيرفينغ وأعمال الفرقة المسرحية.
و لكن كل ذلك لم يثني " ستوكر " عن اقتحام مجال الكتابة الأدبية الإحترافية بما تتطلبه من مشقة و تركيز جاءت روايته الأولى رومانسية الطابع وهي بعنوان « درب الثعبان » ونشرت في عام 1890، ثم لم يكد ينتهي منها حتى شرع في تحفته الخالدة ( دراكولا ) التي يبدو أنها استغرقت منه وقتاً وجهداً كبيراً ؛ حيث لم ينتهي منها إلا في عام 1897 .. و قد اكتسحت ( دراكولا ) كل الأسواق وحققت أعلى المبيعات في زمنها .. و أجرؤ على الزعم بأنها ما تزال من أكثر الأعمال الأدبية قراءة في كل أنحاء العالم.
و يبدو أن " ستوكر " كان رقيق المشاعر فقد أثرت عليه وفاة صديقه سير " إيرفينج " تأثيراً شديداً وصل إلى حد إصابة "ستوكر " بنوبة قلبية.
وخلال مرحلة نقاهته من المرض عمل على كتابة السيرة الذاتية لحياة هذا الممثل من خلال الصداقة التي ربطتهما، وتم نشر الكتاب في 1906.
ويذكر أنه قام بنشر روايتيه « لغز البحر » و « الرجل » في عامي 1902 و 1905 على الترتيب أي قبل إصابته بالمرض .
ولكن تميز " ستوكر " و شهرته الحقيقية حققها من خلال روايات الرعب التي لم تكن ( دراكولا ) آخرها .. فمن أعماله العظيمة في هذا المجال رواية « جوهرة السبع نجوم » التي نُشرت عام 1903 وتدور أحداثها في مصر، ورواية «سيدة الخمار» ونُشرت عام 1909، و« مخبأ الدودة البيضاء » ونُشرت عام 1911 و هناك أيضاً عملين له لم يحظيا بالانتشار اللازم و هما ( دفن الجرذان ) و ( منزل القاضي ) .
توفي " برام ستوكر " في 20 ابريل عام 1912 ، ويبدو أن الأديب الكبير قد عاني حالة مرضية بالغة في أواخر عمره ، وأذيع في السنوات الأخيرة أنه توفي بالشلل العام المرتبط بالجنون ، و قيل أن هذه الحالة من مضاعفات مرض ( السفلس ) .. و إن كان هذا التفسير ليس مؤكداً بعد !
يحلو لبعض ضعاف الخيال أن يتصورا أن رواية ( دراكولا ) ليست إلا اجترار لأحدث و ذكريات مرتبطة بشخصية الأمير الروماني فلاد دراكول الذي كان أميراً على ترانسلفانيا الرومانية إبان الفتح العثماني لشرق أوروبا و الذي أشتهر بالقسوة والتوحش والذي يقال أنه أعدم مائة ألف إنسان على الخازوق قبل أن يلقي حتفه على يد العثمانيين البواسل في ديسمبر 1476
الحقيقة أن هذه الرؤية قاصرة جداً .. فالرواية كما خطتها يد " ستوكر " البارعة لا علاقة لها بفترة حياة الأمير " دراكولا " على الأرض بل بالفترة التي تلي موت " دراكولا " و تحوله إلى مصاص دماء ..
و لكن هل أسطورة مصاص الدماء سابقة على فترة وجود " دراكولا " الحقيقي أم مرتبطة بها أم أن " ستوكر " هو الذي أبتدع هذه الأسطورة العجيبة ؟!
مرض بورفيريا
الحقيقة أن قصة أو أسطورة مصاص الدماء هي نتاج الثقافة الشعبية في شرق أوروبا .. و كان سبب نشوء هذه الأسطورة الجامحة هو انتشار لمرض حقيقي يسمي ( بورفيريا ) وهو مرض عضوي قابل للتوارث نادر الحدوث ناجم عن اختلال تنظيم الحديد في الجسم ، و قد عرف باسم ( الداء الملكي ) لأنه أصاب الملكة " ماري " ملكة اسكتلندا و كذلك الملك " جيمس " الأول ، و الملك " جورج" الثالث و أعراض هذا المرض هي :
المغص و البول الأسود ونادراً ما تستطيل الأظفار وتبرز الأنياب و يتجعد الجلد ، تصير الحواجب كثيفة و الشفاه مشققة و العينان حمراوان و يتجنب المريض الشمس لأنه لا يتحملها.
و هذا المرض من الأمراض التي يعجز فيها الجسم عن الاستفادة من أحد العناصر الغذائية اللازمة له ، وفي مرض البورفيريا يعجز الجسم عن تمثيل عنصر الحديد و الاستفادة منه مما يؤثر على وظائف الجسم عامة وعلى ملامح المريض خاصة ، فيشحب لون المريض و تتحدب أذناه ومع تطور المرض تصبح الشمس الحادة من العوامل السلبية بالنسبة لمريض بورفيريا الذي يحاول تجنبها قدر الإمكان .. و هكذا فمن الطبيعة دخلنا إلى ما وراء الطبيعة ، ومن حالة مرضية إلى أسطورة مرعبة ! ، طبعاً في عصر خلا من الأطباء المهرة أو العلماء المنهجيين كان لابد أن تتطور الأمور بهذا المنحي الأسطوري ( وفي مرة قادمة سنتحدث بإذن الله أيضاً عن سبب نشوء أسطورة المذؤب ) .
كيف عرف ستوكر بهذه الأسطورة ؟
طبعاً انتشرت هذه الأسطورة في جميع أنحاء أوروبا و عبرت الأطلنطي إلى الولايات المتحدة مع المهاجرين إلى العالم الجديد كما يشهد على ذلك حكاية " ميرسي بروان " .
و قد تعرف ستوكر على هذه الأقاصيص من خلال صداقته لأستاذ من جامعة ( بودابست ) المجرية وقد حكي الأستاذ المجري لصديقه ستوكر عن أساطير مصاصي الدماء في ترانسلفانيا ويبدو أن هذه الأسطورة لقيت اهتمام كبير من ستوكر ، وعليه فقد توجه " ستوكر" إلى أهم المكتبات في لندن ودرس جميع المواضيع والأبحاث التاريخية عن مصاصي الدماء في ترانسلفانيا، وكذلك في مختلف أنحاء أوروبا.. كذلك درس طائر الخفاش مصاص الدماء الذي يعيش في أمريكا الجنوبية .. و إذا أردنا أن نحصر ( مصادر ) رواية ( دراكولا ) أو لنقل عناصر الخلطة السحرية التي أستخدمها " ستوكر " لخلق هذه الشخصية الأسطورية الخالدة لوجدناها كالتالي :
1- شخصية الأمير " فلاد دراكول " أو " فلاد " الثالث الملقب بالمخوزق حاكم ترانسلفانيا.
2- شخصية الكونتيسة " إليزابيث باثوري " ملكة مصاصات الدماء التي عرفت بـ ( كونتيسة الدم ) و التي قتلت 50 فتاة قروية و استنزفت دماءهن و شربتها لتعطيها الخلود وتمنحها الجمال الدائم الذي لا يشيخ و قد لقيت حتفها حبيسة بين أربعة جدران عام 1614
3- الأعراض المرضية لمرض حقيقي نادر هو مرض ( بورفيريا )
4- الأساطير الشعبية المنتشرة في تراث شرق أوروبا ( خاصة في رومانيا و المجر ) عن مصاصي الدماء.
تدور أحداث الرواية في أواخر القرن التاسع عشر على شكل مذكرات يرويها " جوناثان هاركر" المحامي الشاب وبطل الرواية الذي يكلف بمهمة الذهاب إلى ترانسلفانيا للقاء الكونت " دراكولا "المقيم في قلعته في منطقة نائية لإنجاز الأوراق الرسمية الخاصة بملكيته الجديدة في بريطانيا.
و بعد وصوله إلى القلعة وقضائه بضعة أيام برفقة الكونت، يبدأ " هاركر " بالتنبه إلى بعض الوقائع الغريبة في القلعة، ومنها عدم وجود أية مرآة وكذلك عدم تناول الكونت للطعام أو الشراب، بالإضافة إلى غيابه الدائم خلال النهار وعدم نومه في غرفته وغير ذلك من دلائل تجعل القارئ يتابع الأحداث برفقة البطل الذي يتوحد معه.وتنتقل الأحداث بعد ذلك إلى بريطانيا، وبالتحديد إلى مقاطعة وايتبي حيث تصل إليها خطيبة هاركر وتدعى مينا للقاء صديقة عمرها لوسي، وحينما تصل سفينة غريبة مرفأ المقاطعة في ليلة عاصفة يستحيل فيها تمكن أية سفينة دخول المرفأ بسلام، تفقد المنطقة أمنها وسلامتها.
ويجمع الأصدقاء وهم بالإضافة إلى " مينا " و " هاركر" الدكتور "جون سيوارد " وهو مدير لمصحة للأمراض العقلية و " آرثر هولموود " خطيب " لوسي " وكوينسي موريس " الثري الأميركي ، والدكتور" أبراهام فان هيلسينغ " المحامي والضليع بالتاريخ والفولكلور والأساطير، هدف الانتقام من الكونت دراكولا الذي حول صديقتهم" لوسي " إلى مصاصة للدماء أسوة بالكثير من سكان المنطقة.وبعد العديد من المغامرات والمطاردات التي تثير الرعب في القارئ، ينجح الأصدقاء أخيرا في اللحاق بسفينة الكونت الهارب إلى ترانسلفانيا، والتمكن بعد معركة مع الغجر الذين يقلون تابوته من قتله بغرز وتد في قلبه وفصل رأسه عن جسده وحشوه بالثوم حيث يتحول حينها الجسد إلى رماد.
و هناك من يري أن الرواية ترمز للصراع الطبقي المحتدم في عصر " ستوكر " حيث كانت الطبقة الأرستقراطية ( تمتص دماء الآخرين و تعيش على موتهم ) بينما تمثل مجموعة الأصدقاء الهادفة لتخليص العالم من شر " دراكولا " الطبقة الوسطي بمثاليتها و نبلها و سعيها لإقامة العدالة الاجتماعية .
أهم أعمال " برام ستوكر "
1- دراكولا 1897
2- لغز البحر 1902
3- جوهرة النجوم السبعة 1903
4- الرجل 1905
(5) سيدة الخمار 1909
تصنيف :
شخصيات أدبية
21 أكتوبر 2010
ماري شيللي: مبدعة فرانكنشتاين ورائدة أدب الرعب
"
رأيت طالب الطب الشاحب يركع جوار الشيء الذي قام بتجميعه .. رأيت شبح رجل ممدد تبدو عليه إمارات الحياة .. هذا يفزع الطالب الذي كان يتمنى لو لم ينهض الشيء .. يفتح عينيه ليرى الشيء يقف جوار فراشه ويزيح الستائر المحيطة به ..
"تعتبر ماري شيللي Mary Wollstonecraft Shelley كاتبة رعب من الطراز الأول و مبتكرة شخصية من أشهر الشخصيات الخيالية في تاريخ البشرية و أكثرها خصوبة ، إنها شخصية فيكتور فرانكنشتاين، كذلك تعتبر ماري واحدة من الأديبات القلائل اللواتي حققن أسماً مرموقاً في عالم أدب الرعب الذي يكاد يكون حكراً على جنس الرجال ، طبعاً إذا استثنينا اسمي آن رادكليف و آن رايس.
حياتها
ولدت ماري في عام 1797 في لندن في كنف عائلة راقية مثقفة فالوالد وليم غودوين William Godwin مفكر و فيلسوف صاحب آراء ثورية، توصف أحياناً بأنها متطرفة ، والأم ماري وولستنكرافت واحدة من رائدات الحركة النسائية في زمانها ، و قد تربت ماري الصغيرة مفتقدة حنان الأم التي رحلت بعد مولد ابنتها بعشرة أيام ، ولا أحد يدري تأثير ذلك الأمر على نفسية الأب الذي ربما يكون قد أساء معاملة ابنته ؛ كما تشير إلى ذلك بعض المصادر ؛ معتبراً إياها مسؤولة عن وفاة زوجته ، ولعل فكرة رواية فرانكنشتاين في البداية كانت مجرد تداعيات نفسية لدي ماري تركتها طفولتها وتتمحور حول الخالق الذي يقسو على مخلوقه أو على الأصح الأب الذي يقسو على فلذة كبده، و يبدو أن ماري التي نشأت في جو من الحرية الفكرية و الثقافة الرفيعة كانت تتوق للمشاعر و الحب لدرجة أنها لاذت بالفرار مع أول شخص عرض عليها هذه المشاعر التي كانت تفتقدها بشدة فيما يبدو ولكن من حسن حظها أنه لم يكن محباً متسكعاً بل شاعراً رومانسياً رقيقاً هو الشاعر بيرسي شيللي الذي تميز برهافة مشاعره و برقته، ومن المؤكد أن وجوده بجوارها قد استكمل عناصر الموهبة التي كانت عبقرية ماري في حاجة إليها لتبرز إلى الوجود و لكن شيللي كان بالفعل متزوجاً من هارييت وستبروك التي كانت أدني منه اجتماعياً ، و هكذا اضطرا إلى الهرب معاً إلى فرنسا ثم إيطاليا التي اختارها مقر إقامة دائم لهما حتى وفاة شيلي ؛ ما عدا بعض الزيارات القليلة لإنجلترا وفي عام 1818 انتحرت زوجة شيلي الأولى مما أعطاهما الفرصة لجعل علاقتهما علاقة شرعية بالزواج ، و قد رزق الزوجان بعدة أطفال و لكن لم يبق لهما على قيد الحياة سوى طفل واحد برسي فلورنس.
مولد وحش : كيف ولدت رواية " فرانكنشتاين " ؟!
أولاً نحب أن ننوه إلى الخطأ الشائع الذي يقع فيه كثيرون عندما يتناولون هذا العمل الأدبي الخالد ، فكثيرون يعتقدون أن أسم " فرانكنشتاين " هو اسم المسخ المشوه الذي خلقه الطبيب و لكن هذا غير صحيح ، فاسم " فرانكنشتاين " هو في حقيقة الأمر أسم الطبيب بطل الرواية ؛ أما المسخ فليس له في الرواية أي أسم .
كانت بداية بزوغ القصة إلى عالم الوجود هي تعرف ماري وزوجها شيللي على شاعر رومانسي رقيق هو " لورد بايرون " Byron و قد تم ذلك التعارف على ضفاف بحيرة " ليمان " السويسرية و توطدت بينهم علاقة الصداقة و التفاهم و كان للحوارات الأدبية و الفلسفية العميقة التي تبادلها الأصدقاء الثلاثة أثر لا ينكر على أفكار " ماري " الإبداعية و تأثير واضح على روايتها الخالدة فيما بعد ..
و قد بدأ الأمر في صيف عام 1816 حيث كانت ماري ومعها زوجها و صديقهما بايرون يقيمون في فيلا في ( جنيف ) السويسرية حيث كان الجو صحواً جميلاً، ولكن فجأة ساء الجو بصورة عاصفة و جاءت ليلة أضطر " شيللي " و زوجته " ماري " و " بايرون " و طبيبه الخاص " بوليدوري " غير قادرين على الخروج .. و هكذا قضوا وقتهم متسلين ببعض قصص الرعب الألمانية و أثر جو ( الرعب ) هذا على لورد " بايرون " و طلب ؛ و كأنها مزحة ؛ من الحاضرين أن يقوم كل منهم بكتابة قصة رعب .. و لم يكن " بايرون " يعرف أنه بهذا الاقتراح لن يحصل على قصة أو قصتين مخيفتين فقط بل سيغير خارطة قصص الرعب و الغموض في العالم إلى الأبد .. و في هذه الليلة المرعبة ، و في هذا الجو المشحون بالرعب و الجنون و التحدي بزغت قصة ( مصاصة الدماء لـ بوليدوري التي نالت شهرة مستحقة فيما بعد أما ماري فقد أعلنت ببساطة أنه ليس لديها ما تكتبه.
كابوس تحول إلى رواية
و يبدو أن ماري حاولت سراً أن تكتب عمل مرعب و فشلت أو أن الفكرة ظلت تختمر في ذهنها حتى جاءت بعض اللمسات الخارجية أنضجت الفكرة وأخرجتها إلى حيز الوجود فبعد هذه الليلة بقليل سمعت من زوجها و ضيوفه حديثاً عن قدرات الكهرباء التي كانت حديثة الاختراع في هذا الزمان، واعتقاد العلماء بأن تمرير تيار كهربي في جثة آدمية قد يعيد لها الحياة !
وهكذا آوت ماري إلى الفراش وفي ذهنها كم من المعلومات أو لنقل التصورات العلمية المذهلة التي تجاوزت كل الحدود ورأت في نومها عالماً يقف أمام شيء ممدد على طاولة و قد كان هذا الشيء أقرب لإنسان مشوه بشع ، وعندما أدار العالم جهازاً ما بدأ ذلك الشيء بالتحرك ، فأفزع ذلك العالم الذي لاذ بالفرار، لتستيقظ ماري من نومها وتطمئن بعد دقائق إلى أن هذا مجرد حلم أو كابوس، و يبدو أنها قررت ألا تستأثر بالكابوس لنفسها و أحبت أن تنشره عبر العالم ، وهكذا بدأت في الصباح التالي كتابة قصتها و اختارت لها أسم فرانكنشتاين أو بروميثيوس الحديث Frankenstein, or The Modern Prometheus والتي تم نشرها عام 1818 .
وهكذا آوت ماري إلى الفراش وفي ذهنها كم من المعلومات أو لنقل التصورات العلمية المذهلة التي تجاوزت كل الحدود ورأت في نومها عالماً يقف أمام شيء ممدد على طاولة و قد كان هذا الشيء أقرب لإنسان مشوه بشع ، وعندما أدار العالم جهازاً ما بدأ ذلك الشيء بالتحرك ، فأفزع ذلك العالم الذي لاذ بالفرار، لتستيقظ ماري من نومها وتطمئن بعد دقائق إلى أن هذا مجرد حلم أو كابوس، و يبدو أنها قررت ألا تستأثر بالكابوس لنفسها و أحبت أن تنشره عبر العالم ، وهكذا بدأت في الصباح التالي كتابة قصتها و اختارت لها أسم فرانكنشتاين أو بروميثيوس الحديث Frankenstein, or The Modern Prometheus والتي تم نشرها عام 1818 .
القصة
تدور الرواية حول الطبيب " فيكتور فرانكنشتاين " الذي يتعرف عليه مستكشف للمنطقة القطبية وهو يسعى للعثور على وحش تمكن من تصنيعه من جثث بشرية وعرضه لتيار كهربائي فدبت فيه الحياة .وتعتبر رواية ( فرانكنشتاين ) قمة من قمم الأدب العالمي خاصة الرعب القوطي بالتحديد ، ومع أن الرواية أثارت جدلاً واسعاً خاصة ممن يرفضون مبدأ تصور أن الإنسان بإمكانه الخلق أو منح الحياة للموتى، وهو أمر منوط بالقدرة الإلهية وحدها ، فالله وحده هو فقط من يحيي و يميت و الخوض في ما عدا ذلك هراء، نعم هذا صحيح و نحن نوافق بشدة على ذلك ، لكن من قال أن العمل الأدبي ، خاصة مثل هذه النوعية من الأعمال، تُقرأ بهذه الطريقة السطحية المباشرة ؟!
إلحاد ؟!
العمل الأدبي هو تعبير عن فكرة تجيش في صدر الإنسان ولا يجد وسيلة للتعبير عنها صراحة فيضعها في قالب قصة مشوقة ولذلك لا يجب أن نندفع وراء من يتهم ماري شيللي بالخيال الفاجر الجامح ، أو الإلحاد ، أو ادعاء إن الإنسان يمكنه أن يشارك الله في قدرته العلوية بل على العكس فإن من يقرأ رواية ماري شيللي ، يقرأها بحيادية و بروح الأديب يجد أنها في الحقيقة من أشد المعارضين لظن الإنسان أو توهمه أنه قادر يوماً على الخلق أو منح الحياة و كأن ماري كتبت القصة لتقول لمن يتحدثون عن الكهرباء و تمرير التيار الكهربي في أجساد الموتى بغية إحياءهم فيما يتوهمون ، كأنها تقول لهم :
- "
أنتم تحلمون بأن تكونوا خالقين ؟! حسناً هذا هو سيحدث لو كنتم خالقين !
"إن الرواية تمثل نذير لطموحات الإنسان العلمية الزائدة التي تدفعه أحياناً إلى الغرور وأحياناً إلى الكفر و الإلحاد و ادعاء امتلاك القدرة الكلية وهكذا فإن ماري تريد أن تحذر الإنسان من تطلعاته و طموحه الزائد تماماً كما فعل راي براد بري بعدها بسنوات حينما جند قلمه المبدع لتحذير الإنسان من مغبة العصر الصناعي القادم بقوة ليلتهم البشر و يصنع منهم مجرد آلات متحركة فاقدة للشعور !
وفاتها
في عام 1848 تزوج بيرسي ابن ماري تشيلي من جين جيبسون ، وكان زوجاً سعيداً ، عاشت ماري تشيلي مع ابنها بيرسي وزوجته التي كانت تعزها، لكن سنوات ماري الأخيرة مترافقة مع المرض ، فمنذ عام 1839 عانت من الصداع وأعراض الشلل في أجزاء من جسمها مما منعها في بعض الأحيان من القراءة أو الكتابة ، وفي 1 فبراير من عام 1851 توفيت ماري بعمر 53 سنة وكان طبيبها يشتبه بحدوث جلطة دماغية ، ووفقاً لاقوال جين كانت ماري قد طلبت بأن تدفن مع أبيها وأمها، لكن حينما وجد كلاً من بيرسي وجين الحالة المزرية التي وصلت إليها مقبرة القديس بانكراس قررا دفنها بدلاً من ذلك في كنيسة القديس بطرس في بورنيماوث بجوار منزلهما في بوسكومبي.

أبرز أعمالها
لعل رواية
فرانكنشتاين
( 1818) و إن رفعت اسم ماري شيللي وخلدته عبر تاريخ الأدب ، إلا إنها في نفس الوقت قد أدت لغبن مؤلفات ماري الأخرى بسبب طغيان اسم الرواية الذائعة الصيت على أسماء باقي أعمال الكاتبة :1- تاريخ جولة من ستة أسابيع ( History of a Six Weeks’ Tour - (1817
2- فالبِرغا، أو حياة ومغامرات كاستروشو أمير لوكّا (1823) - Valperga: or,The Life and Adventures of Castrucci-
Prince of Lucca
3- الرجل الأخير (The Last Man - (1826.
4- التسكع في ألمانيا وإيطاليا (Rambles in Germany and Italy - (1844.
في عام 1944 نشرت رسائل " ماري شيللي " ، ثم لحقت بها يومياتها التي نشرت في عام 1947.
إعداد : منال عبد الحميد
شاهد الفيديو
إفتتاحية فيلم فرانكنشتاين المبني على رواية ماري تشيلي من إنتاج عام 1994
إقرأ أيضاً ...
- إدغار ألان بو : الأب الروحي لأدب الرعب
- فيلم The Last Sin Eater
- لم أكن هنا عندما خرجت روحي
تصنيف :
شخصيات أدبية
4 سبتمبر 2010
إدغار ألان بو : الأب الروحي لأدب الرعب
يقول الفيلسوف الإنجليزي الشهير فرانيسي بيكون : " لا يوجد جمال دون غرابة في المكونات " ، لعل هذا القول ينطبق على إبداع إدغار ألان بو Edgar Allan Poe الذي كان من رواد القصة القصيرة وأول من من كتبوها ، وإليه يرجع فضل ابتكار ما يسمى بأدب الرعب القوطي مع أن ذلك لا ينفي بالضرورة وجود اللون القصصي قبله، إلا أنه أول من وضع قواعد له فجعله شعبياً ذائع الصيت بعدما كان مقتصراً على بعض الأعمال القليلة المتناثرة التي لم تصل لحد تكوين تيار جديد في الأدب العالمي كذلك لا ننسى مساهمة (بو) في أدب الخيال العلمي .
النشأة و البدايات الأولى
ولد إدغار آلان بو في مدينة بوسطن بولاية ماتساشوستس الأمريكية في 19 يناير من عام 1809 ، كان والده (ديفيد بو) ووالدته إليزابيث ممثلين مغمورين في مسارح الدرجة الثالثة.
نشأ (بو) في أسرة مكونة من والديه اللذان كانا يعملان بمهنة التمثيل ، وثلاثة من الأطفال كان ترتيبه الثاني بينهم .. كان أخاه الأكبر ويليام وأخته الصغرى تسمى روزالي وقد توفي والده بعد مولدها بقليل مما حمل الأم على الرحيل إلى ريتشموند وكان برفقتها إدغار والصغيرة روزالي بينما بقي الأبن الأكبر ويليام في بالتيمور لدى أقارب له ..كانت والدته تعاني من السل وقد توفيت عندما أكمل إدغار عامه الثاني .. وكان مصير إدغار هو التبني ، فقد تبنته زوجة تاجر ثري تسمى فرانسيس آلان وكانت تعاني من العقم وليس لديها أطفال ، أما روزالي فقد تم تبنيها أيضاً ولكن بواسطة أسرة أخرى .. قامت فرانسيس آلان برعاية إدغار رعاية جيداً ولكنها فشلت في تبنيه رسمياً بسبب رفض الزوج جون آلان أن يمنح أسمه لطفل سليل والدين كانا يعملان بمهنة التمثيل ، التي كانت مهنة محتقرة في ذلك العصر ..
ظل إدغار في رعاية السيد والسيدة آلان وعندما بلغ السادسة من عمره أنتقل معهما إلى اسكتلندا ، وهي بلد يشتهر بالقلاع القديمة والثقافة التشاؤمية ، وبعد اسكتلندا أنتقل برفقة الزوجين آلان إلى إنجلترا وبقي هناك خمس سنوات ألتحق خلالها بمدرسة مانور في ستوك نوينجتن وهي عبارة عن قصر قديم حافل بالممرات والمتاهات وكان لهذه المدرسة تأثير قوي في أعمال بو الأدبية بعد ذلك ، إذ أوحت إليه بجو القصور المظلمة المخيفة الذي يسيطر على أغلب قصصه .
في سن الحادية عشرة عاد إدغار برفقة عائلة آلان إلى ريتشموند التي لم يحبها مطلقاً ودفعه رفض الزوج جون آلان منحه أسمه إلى سوء السلوك والشجار المتواصل ، مما أغضب متبنيه الذي أعتبره ناكراً للجميل ودفعه لمعايرته بأصله الحقير .. وهكذا بدأ العداء بين إدغار وبين راعيه جون آلان مما دفع الأخير لمحاولة التخلص منه بإرساله إلى جامعة في ( فرجينيا ) .. وفي الجامعة بدأ إدغار في إدمان الخمر والقمار ..كان رد فعل جون آلان على سوء سلوك إدغار هو إخراجه من الجامعة وإرغامه على العمل بوظيفة متواضعة وهذا زاد من مرارة إدغار ودفعه لترك منزل عائلة آلان والتوجه نحو ( بوسطن ).
ظهور الموهبة والأعمال الأولى
في ( بوسطن ) أصدر أول مجموعة شعرية له ، وألتحق بالجيش تحت أسم مستعار ولم يفلح في البقاء في الجيش لأنه كان يترك الطوابير العسكرية وينزوي بعيداً عن الأنظار ليكتب قصصه وأشعاره .. عندما تأزمت أوضاع إدغار عاد للاتصال براعيه القديم السيد جون آلان وأعتذر له عن سوء سلوكه معه ، فسامحه الزوج و أخرجه من الجيش عن طريق دفع مبلغ معين من المال .. وعند عودته إلى ( بالتيمور ) أصدر إدغار المجموعة الشعرية الثانية له .. وقبل مرور عام على عودته ألتحق إدغار بالأكاديمية العسكرية وكان امتناعه عن المواظبة على الدراسة سبباً في تأزم الأوضاع للمرة الثانية بينه وبين جون آلان .. وحلت الكارثة الكبرى بوفاة فرنسيس آلان ، وبعدها بقليل تزوج السيد جون آلان وتخلى نهائياً عن إدغار !
بالتيمور وحب فرجينيا
بعد تخلي جون آلان عنه أنتقل إدغار للإقامة مع عمة له تدعى كليم والتي كانت مجرد خياطة فقيرة تقيم في ( بالتيمور ) .. وهو في رعاية عمته بدأ إدغار في كتابة القصص القصيرة دون أن يحصل على فرصة تتيح له نشرها .. ولكن في عام 1833 عقدت مسابقة للقصة القصير والشعر ، وأشترك إدغار في كلا الفرعين ، وفازت قصته ( الكوليزة والمخطوطة المعثور عليها في زجاجة ) بالمركز الأول وحصل إدغار على خمسين دولاراً ..
وقد حصل إدغار بفضل هذه المسابقة على فرصة للعمل في مجلة ( ريتشموند ) الأدبية .. وبعد فترة وصل إلى رئاسة تحريرها ، وهكذا تزوج إدغار من ابنة عمته فرجينيا ووصل إلى مستوى جيد في الحياة وكان بإمكانه أن يعيش سعيداً .. لولا أنه كان ممن لا يحسنون استغلال الفرص المتاحة لهم !
تخبط لا ينتهي !
لم يكن إدغار آلان بو ذا شخصية سوية .. ولنقل إنه لم يكن إنساناً عادياً ، وكان أقرب ما يكون للهوس والجنون وأيضاً كان يعاني من نوع غريب من الفوبيا وهو الخوف من ( الدفن حياً ) وهو الخوف الذي عبر عنه في قصص كثيرة .. وبإضافة إدمانه للخمر فلم يبقى لـ إدغار فرصة للحياة السعيدة .. و تسببت الخمر في طرده من المجلة ، فأنتقل إلى نيويورك ليعيش هو وزوجته عالة على والدتها ؛ عمته كليم
و أول رواية نجح بو في نشرها كان أسمها (حكاية آرثر جوردون وتم نشرها عام 1837 .. بعدها بعامين أنتقل إلى ( فيلادلفيا ) مع أسرته ، وبدأ في العمل بمجلة ( بيرتون جنتلمان ) وعلى صفحاتها نشر أولى مجموعاته القصصية للرعب عام 1840 .. نشر بو قصته البوليسية (جريمة قتل في المشرحة ) التي تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية .. وفي عام 1843 حصلت قصته ( الحشرة الذهبية ) على جائزة قدرها مائة دولار من جريدة ( فيلادلفيا ).
وفي العام التالي مباشرة عاد إلى ( نيويورك ) وهناك نشر قصيدته ( الغراب ) التي تسببت في شهرة مدوية له في الأوساط الأدبية ..
ولكن كل هذه النجاحات لم تفد إدغار على المستوى الشخصي وكان إدمانه للخمر سبباً في سوء حالته المزاجية دائماً .. وكانت الضربة القاضية له هي إصابة زوجته فرجينيا بالسل ووفاتها المبكرة .. وقد بلغ سوء حالة بو المادية حد أنه لم يجد مالاً كافياً لشراء كفن لزوجته فقام باقتراض كفن لها من أحد جيرانه !
نهاية مأساوية لموهبة خطيرة !
بعد موت زوجته المحبوبة زاد إدمان إدغارآلان بو للخمر وزادت حالته سوء وأخذ يكتب بجنون كتاباً سماه ( وجدتها ) أودعه كل جنونه وخيالاته المريضة .. وعاد بو للتجوال بين المدن .. وأخيراً عاد إلى بالتيمور وفي عام 1849 وجد ميتاً فوق مقعد بإحدى الحدائق العامة !
أشهر أعمال إدغار آلان بو
أولاً : القصائد
- حلم داخل حلم (1827)
- تيمورلنك (1827)
- الأعراف (1829) وهي قصيدة مبنية على سورة الأعراف من القرآن الكريم.
- إسرافيل (1831) وهي قصيدة مبنية على القَصَص الإسلامي
- إلى ساكن الجنان (1834)
- الدودة المنتصرة (1837)
- الغراب (1845)
- آنابيل لي (1849)، وهي آخر قصيدة كتبها قبل مماته.
ثانياً : القصص
- سقوط بيت أشر (1839)
- القلب المليء بالقصص (1843)
- الخنفسة الذهبية (1843) وهي مجموعة قصص.
- القط الأسود (1843)
- بضع كلمات مع مومياء (1845)
ثالثاً : القصص الفانتازية
- الليلة الألف واثنين لشهرزاد (1850) (
- قصة من القدس (1850)
- السقوط في الفوضى (1850)
- الثمان أورانج أوتانات المقيدة أو الضفدع النطاط (1850)
رابعاً : سلسلة قصص أوجست دوبان
- جرائم القتل في شارع المشرحة (1841)
- لغز ماري روجيه (1843)
إعداد وكتابة : منال عبد الحميد
المصدر
- Wikipedia
- كتب ومراجع أخرى
تصنيف :
شخصيات أدبية
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)