24 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كان اسمه يسبق صوته، وصورته تسبق ظله.
الرائد أشرف عمران، صقر النيل.
طيّار مصري من طرازٍ خاص، نادر كمياه النيل في موسم الشح.
كفاءة مطلقة، انضباط حديدي، عينيه لا تهتزان تحت الضغط، وعضلات يده اليمنى أقوى من قانون الجاذبية نفسه.

20 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كان سامر، طالب الطب المتدرّب في مشرحة الجامعة، من أولئك الذين يتعاملون مع الموت كما يتعامل الجراح مع مشرطه: بدقة، وهدوء، وتجريد من الشعور.

المشرحة كانت عالماً من الرخام البارد والفورمالين، تضيئه مصابيح صامتة وتراقبه كاميرات لا ترمش.


18 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
عاد أيمن إلى حلب بعد غيابٍ طويل. مغترب في بلادٍ بعيدة، ظنّ أن الشوق للوطن لا يُطفئه سوى أن تسير في أزقة الحارات التي حفظت وقع قدميك، وأن تتنفس هواء الاسواق القديمة الممزوج بعبق صابون الغار  ورائحة الزعتر.


17 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
تحت قبة النجوم التي بدت كحبات ألماس متناثرة في السماء الصحراوية، اتجهت سيارة الدفع الرباعي تقطع طريقها بين كثبان الرمال الذهبية، كانت الأجواء هادئة، لا يعكر صفوها سوى صوت المحرك ونغمات الموسيقى الهادئة التي اختارها نايف وراكان لمغامرتهما الليلية. كان الهدف واضحاً: استعادة شيء من ذكريات الشباب التي سرقتها مسؤوليات الحياة ورتابة الأيام في المدن الصاخبة.


16 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
لم يكن لأحد أن يزوره.

عادل، الستّيني، عاش حياته وحيداً، بلا إيمان، بلا علاقات حقيقية، يردد دائماً :
"نحن مجرّد شرارة في ظلام الكون... نُولد، نحترق، وننطفئ."

أحب العلم، واحتقر الغيب، ولم يُصغِ يوماً لقلبه.


15 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كانت "سُهى" قد خرجت من غزة في سيارة إسعاف، بجسد زوجها المحترق، وبقلبها الممزق أيضاً.
في المقعد الخلفي، كان عزام يلفظ أنفاساً متقطعة، تُغرقه في غيبوبة طويلة.

وفي ذاك اليوم نفسه، وفي ركن آخر من المدينة،
كانت ابنتها "رُبى" تلهو قرب المطبخ عندما سقطت القذيفة.

لم يبقَ منها شيء… لا جسد، لا شاهد، ولا حتى خيط شعر.
لم تُدفن. لم يصلَّ عليها.


14 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
لا أحد يعرف من أين جاءت.

في فجرٍ غارق في الضباب، بينما كانت أجراس المعبد تقرع للصلاة...وجدوا طفلة صغيرة ملفوفة بوشاح أسود عند عتبة البوابة الحجرية. كانت صامتة، عيناها الرماديتان تحدقان في السماء ، وراحة يدها اليسرى وُشمت بهلال مقلوب، لم يُعرف له مثيل بين رموز المعبد.