2 سبتمبر 2025

فيلم سِجّين SİCCÎN

فيلم سجين التركي - رعب - شياطين
إعداد : كمال غزال
منذ أن انطلقت سلسلة أفلام سِجّين (SİCCÎN) عام 2014، أصبحت علامة فارقة في سينما الرعب التركية، بل وأحد أكثر الأعمال التي مزجت بين الخيال الشعبي والدلالات القرآنية، لتطل على المشاهد كنافذة مظلمة على عالم الشياطين وما وراءه. أعاد المخرج ألبر مستشي (Alper Mestçi) عبرها إحياء موجة جديدة من الرعب الخارق، مدعومة بإنتاج شركة "محْتَشَم فيلم" Muhteşem Film التي صارت مرادفاً لهذا اللون من السينما.

لا تسير سلسلة أفلام سِجّين (SİCCÎN) كقصة متواصلة بأبطال ثابتين، بل كل جزء يُقدم كحكاية مستقلة تقريباً، بشخصيات جديدة وأحداث مختلفة، لكن تحت المظلة نفسها: الرعب الديني–الماورائي المرتبط بالجن والشياطين والسحر.

معنى الاسم: من القرآن إلى الشاشة

اختار صناع السلسلة كلمة "سِجّين" لتكون العنوان الجامع لكل الأجزاء. والكلمة وردت في القرآن الكريم (سورة المطففين 83:7-9) كإشارة إلى موضع سفلي مظلم، أو كتاب الفجار الذي تُقيد فيه أعمالهم فلا تصعد إلى السماء. في التفاسير الإسلامية، يرتبط هذا الموضع بـ"الأرض السابعة السفلى" حيث تتكدس أرواح العصاة، وهو نقيض "عِلِّيّين" حيث أرواح الأبرار. هذه الخلفية منحت السلسلة ثقلاً روحياً، إذ ربطت الرعب السينمائي بعقائد راسخة في المخيلة الدينية.

8 مواسم  (2014–2025)

سِجّين 1 (2014)

بداية مرعبة حول امرأة تسعى للانتقام عبر طلاسم سحرية تفتح أبواباً على عالم الجن.

سِجّين 2 (2015)

ينتقل الرعب إلى بيت عائلة تواجه كوابيس مرتبطة بسحر مدفون.


سِجّين 3

جُرم العشق (2016): قصة عشق تتحوّل إلى لعنة عندما تتدخل قوى شيطانية.

سِجّين 4 (2017) وسِجّين 5 (2018)

 تصعيد أكبر لعنصر الدماء والكوابيس، مع تمحور الأحداث حول البيوت المسكونة واللعنات العائلية.

سِجّين 6 (2019)

يقترب أكثر من خطاب "الجنّ الموروث"، حيث تنتقل اللعنة بين الأجيال.

سِجّين 7 (2024)

تكثيف للبعد النفسي، حيث يختلط الهلوس مع الواقع.

سِجّين 8 (2025)

صوت الشياطين الأخير؟

في صيف 2025، ظهر الجزء الثامن على الشاشات التركية والأوروبية. تدور الحبكة تدور حول رجل يُدعى فاتح يقرر وضع والدته في دار رعاية، ليجد نفسه وجهاً لوجه مع ظلال شيطانية تُزعزع توازن البيت والعائلة. الفيلم حافظ على بصمة الرعب البصري – الدماء، الطلاسم، الكوابيس – لكنه أضاف بُعداً فلسفياً: كيف تتحول القرارات الأخلاقية إلى مدخل للشياطين في حياتنا ؟

الشياطين بين العقيدة والخيال

لا يمكن فصل "سِجّين" عن الخلفية الثقافية الأوسع للشياطين في المخيال الإسلامي والشرقي. فالشياطين – بحسب التراث – كائنات من نارٍ خُلقت للفتنة والإضلال. يربطها الفقهاء بأعمال السحر، بالأخص حين يُستدعى الجن عبر الطلاسم. في الثقافة الشعبية التركية والعربية، الجن العاشق والمس الشيطاني ليسا مفاهيم مجرّدة، بل قصص تُروى جيلاً بعد جيل.

كثيراً ما تستند سينما الرعب الغربية إلى مفهوم "الشيطان المسيحي" أو "الشيطنة الكاثوليكية"، لكن "سِجّين" قدّم أول محاولة ممنهجة لعرض الشيطان الإسلامي: كائن لا يظهر في صورة مخلوق ذي قرون، بل كظل يندس في الجدران، كطلاسم محفورة على جلد إنسان، أو كعين حمراء تراقب من مرآة.

الرعب كمرآة للمجتمع

من منظور خيالي–ثقافي، لا تكتفي سلسلة "سِجّين" بإرعاب المشاهد فقط، بل تضعه أمام مخاوفه الأعمق:

- الخوف من اللعنة الموروثة: أن تدفع ثمن خطايا أجدادك.

- الخوف من العائلة: أن يصبح البيت – الذي يفترض أن يكون ملاذاً – مصدراً للرعب.

- الخوف من الغيب: أن يكون عالم الشياطين أقرب مما نتصور.


تحتل "سِجّين" مكانة فريدة في سينما الرعب العالمية. فهي ليست مجرد سلسلة دماء وصرخات، بل محاولة لتمثيل الخوف الماورائي الإسلامي على الشاشة، حيث تتحول الآيات والتفاسير إلى صور متحركة، وتجد الشياطين القديمة نفسها في عالم حديث.

هل تنتهي السلسلة عند الجزء الثامن ؟ أم أن الشياطين – كما في الثقافة – لا تفنى بل تتجدد ؟ يظل السؤال مفتوحاً، مثل باب موارب على غرفة لم ندخلها بعد.


معلومات عن الفيلم

- الفئة    :  رعب - خوارق
- اللغة   : التركية
-كتابة   : ألبر مستشي وشاركه في بعض المواسم كُتاب آخرون مثل إرسان أوزير.
- إخراج : ألبر مستشي 
- تاريخ الإنتاج : 2014 - 2025

شاهد برومو الفيلم 

شاهد مقطع افتتاحية الموسم الثامن من فيلم سجين :


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .