تدور أحداث الفيلم في عام 1952، حيث يُرسل كاهن كاثوليكي يُدعى الأب بورك، وراهبة مبتدئة تدعى الأخت إيرين، إلى دير معزول في رومانيا للتحقيق في حادثة انتحار راهبة بظروف غامضة ، هذا الدير المعروف بأنه موضع تأمل وتقشف يحمل في داخله شيئاً أعمق وأكثر ظلمة ، مع وصولهما، يواجهان طقوساً غريبة، وسلوكاً غير طبيعي من الراهبات، واختفاءً تدريجياً للحدود بين العالمين: العالم الدنيوي والعالم السفلي.
تتوالى الأحداث، ويظهر كيان شيطاني يُعرف باسم "فالاك" Valak يظهر في هيئة راهبة شيطانية ذات عيون بيضاء ميتة، وجه متشقق، وابتسامة خبيثة مرعبة.
في النهاية، يكتشف الأب بورك والأخت إيرين أن الدير كان في الأصل قلعة تُستخدم في العصور الوسطى لممارسة طقوس شيطانية، تم اختراقه من قبل شيطان قوي طُرد مؤقتاً باستخدام دماء المسيح ، لكن الباب إلى الجحيم فُتح مجدداً… وكان الشيطان في انتظارهما.
فالاك: شيطان من العصور المظلمة
في التراث السحري والماورائي، "فالاك" (Valak) ليس اختراعاً سينمائياً، بل شخصية موجودة فعلياً في الكتب السحرية الغربية القديمة، مثل كتاب مفتاح سليمان الأصغر The Lesser Key of Solomon و كتاب القاموس الجهنمي الذي يسرد الشياطين Dictionnaire Infernal
يوصف فالاك بأنه شيطان عظيم برتبة "رئيس جحيم" ,يظهر عادة في هيئة طفل بجناحين يركب تنيناً ذو رأسين (في المصادر الأصلية) ويمنح من يستدعيه معرفة الكنوز الخفية والتحكم بالأفاعي !
أما في الفيلم، فقد تم إعادة تخييله في هيئة راهبة لإعطاء الطابع الديني العميق، وجعل التهديد يبدو أقرب للمؤسسات التي تمثل الإيمان.
لماذا راهبة ؟ البُعد النفسي والرمزي
استخدام هيئة راهبة لتمثيل الشيطان لم يكن مجرد قرار بصري مخيف، بل يعكس صراعاً رمزياً بين الراهبة التي تمثل معاني الطهارة، التقوى، التفاني الروحي وفالاك الذي يمثل معاني التدنيس، الغواية، الخراب الروحي ، فوجود راهبة شيطانية يقلب المعنى الروحي رأساً على عقب، ويصدم المشاهد في عمق إيمانه، ليشعر بأن الشر قادر على التغلغل حتى في أقدس الأماكن.
ارتباط الفيلم بالماورائيات
يوجد عدة عناصر في الفيلم تجعل منه بجدارة فيلماً عن الماورائيات منها الدير المهجور فكثير من الأديرة الحقيقية خاصة المعزولة منها ارتبطت بأساطير عن رؤى، وأصوات في الجدران، وتجسدات مظلمة ، والراهبة المنتحرة لأن انتحار الرهبان والراهبات داخل الأديرة موثّق تاريخياً، وكان يُنظر إليه كعلامة على مس شيطاني أو هوس ديني.
وعنصر ممارسة طرد الأرواح Exorcism، الفيلم هنا يركز على صراع بين الكاهن والشيطان وهو تقليد راسخ في طقوس طرد الأرواح الشريرة.
نجاح الفيلم وتأثيره
حقق "The Nun" أكثر من 360 مليون دولار عالمياً، وأصبح أكثر أفلام سلسلة "The Conjuring" ربحاً ، وأصبحت شخصية الراهبة الشيطانية أيقونة رعب بصري، تستخدم في المهرجانات، والألعاب، والقصص ، وقد تم التمهيد لفيلم ثانٍ بعنوان The Nun II (صدر في 2023)، يتابع رحلة فالاك عبر التاريخ، وكيف يستمر في التغلغل في الأديرة والمؤمنين.
ما وراء الفيلم: خرافة أم تحذير ؟
الفيلم يعكس أحد أعمق المخاوف في النفس البشرية:
- أن تتحول الحماية إلى تهديد، وأن يصبح المقدس حاضنة للشيطان.
- هل يمكن لمكان مخصص للعبادة أن يتحول إلى بوابة للجحيم ؟
- هل يمكن لزي راهبة أن يخفي روحاً خبيثة، لا تقرأ المزامير بل تلعنها ؟
- هل بعض ما نخشى من رؤيته في الظلال… يسكن فعلاً في أكثر الأماكن طهارة ؟
فيلم "The Nun" ليس مجرد رحلة في الرعب، بل تجربة فكرية تثير أسئلة وجودية عن طبيعة الشر، وحدود الإيمان، وواقع المس الشيطاني في الرموز الدينية.
وإذا صح ما يُقال عن أن "الشيطان لا يدخل إلا من حيث لا نتوقعه"، فقد يكون أقدس مكان هو أخطر مكان.
معلومات عن الفيلم
- الفئة : خوارق - رعب- اللغة : الإنجليزية
-كتابة : غاري داوبرمان - جيمس وان
- إخراج : كورين هاردي- تمثيل : دميان بشير ، تايسا فارميغا ، جونز بلوكويت
- تاريخ الإنتاج : 2018
- تاريخ الإنتاج : 2018
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .