25 يونيو 2025

سلسلة ما وراء الطبيعة : قراءة نقدية شاملة لأدب أحمد خالد توفيق

إعداد : كمال غزال
حينما نُلقي نظرة على أدب الرعب والخيال في العالم العربي، تتصدر سلسلة "ما وراء الطبيعة" للمؤلف المصري أحمد خالد توفيق قائمة الأعمال التي استطاعت أن تؤسس لجيل كامل من القرّاء. 

فمنذ صدورها في التسعينات ضمن إصدارات المؤسسة العربية الحديثة، وحتى وفاته في 2018، ظل توفيق يحفر اسمه كواحد من أبرز صنّاع الأدب الشعبي المعاصر في الوطن العربي، واضعاً بصمته في عقول الشباب من خلال شخصية رفعت إسماعيل، طبيب الدم الغرائبي المتقاعد، وراوي السلسلة.

لكن، هل يمكن النظر إلى "ما وراء الطبيعة" كأدب شبابي استهلاكي فقط ؟ أم أننا أمام مشروع سردي غني يستحق وقفة نقدية معمّقة ؟

البنية السردية: حكايات داخل الحكاية
من أهم ما يميز "ما وراء الطبيعة" هو اعتمادها على أسلوب "الراوي العليم المحدود" بشخصية رفعت إسماعيل، الذي ينقل لنا ما يراه ويشعر به من منظور شخصي، لا يخلو من السخرية السوداء، والتأملات الفلسفية، والاعترافات الذاتية. تعتمد السلسلة على هيكل حلقات منفصلة، كل جزء يحكي عن تجربة خارقة مختلفة: مستذئب، شبح، أسطورة شعبية، لعنات فرعونية... لكن ثمة رابط خفي يشد الحلقات إلى بعضها: تطور شخصية رفعت نفسه، وماضيه، وعلاقته بالموت، والمرأة، والعالم.

وبينما يُبقي الكاتب أبواب الشك مفتوحة، فإن القارئ لا يستطيع أن يقرر في كثير من الأحيان إن كانت هذه الظواهر خارقة فعلاً، أم هي مجرد إسقاطات ذهنية من راوي على شفا التوهم.

اللغة والأسلوب: عامية بعبقرية فصيحة
أحد العناصر الفارقة في سرد توفيق هو اللغة. رغم اعتماده على عربية فصيحة، فإنها جاءت مشحونة بإيقاع ساخر ومحبب، يمزج بين الجدية العلمية والنقد اللاذع والسخرية من الذات. اللغة لا تدّعي العمق، لكنها تُخفي عمقاً من وراء قناع البساطة.

كما أن شخصية رفعت إسماعيل تمثل لسان حال الكاتب نفسه: ناقداً ساخراً من واقعه، هشاً من الداخل، مثقفاً دون أن يكون متعالياً. يتحدث عن الأشباح بنفس الطريقة التي يتحدث بها عن زحام القاهرة أو تسوس أسنانه. هذه الموازنة بين العادي والخارق خلقت أسلوباً فريداً في سرد الرعب العربي.

الرمزية والميتافيزيقا: ما وراء الأسطورة
رغم المظهر الترفيهي للروايات، إلا أن السلسلة تختزن أبعاداً رمزية وفلسفية لا تخفى. فالمخلوقات الغريبة ليست دائماً تهديداً خارجياً، بل كثيراً ما تكون تجلياً لمخاوف داخلية: الوحدة، الشيخوخة، الخوف من الموت، أو الذنب الموروث.

ولعل أبرز مثال على هذا هو التناول المتكرر لفكرة "الآخر" ،  ذلك الذي يهددك لأنه يختلف عنك، سواء كان مستذئباً أو جنياً أو طفيلياً من بعد آخر. عبر هذه الرموز، يُعيد توفيق طرح أسئلة فلسفية مثل: ما معنى أن تكون إنساناً؟ ما حدود العقل ؟ ما جدوى المقاومة في وجه الموت ؟


رفعت إسماعيل: ضد البطل العربي
في أدب الرعب العالمي، نجد شخصيات مثل "فان هيلسينغ" أو "دين ونشستر"، أبطال يواجهون الظواهر الخارقة بأسلحة وإيمان. أما رفعت إسماعيل، فهو شخصية ضد بطولية بامتياز: شيخ نحيل، مدخن مزمن، مريض القلب، يعيش على الهامش، دائم الشك والخيبة، لكنه يقف أمام الرعب لا ليهزمه بل ليحكيه.

توفيق يقدم نموذجاً جديداً للبطل العربي: ليس مخلّصاً، بل راوياً. ليس قوياً، بل صادقاً في ضعفه. ولعل هذا ما جعل القرّاء يشعرون بالقرب منه، أكثر من أي شخصية "خارقة" تقليدية.


أثر "ما وراء الطبيعة": الأدب الشعبي كرافعة ثقافية
رغم أن النقاد الأكاديميين تجاهلوا أعمال توفيق لسنوات، إلا أن التأثير الثقافي لسلسلة "ما وراء الطبيعة" لا يمكن إنكاره. لقد ساهمت في إدخال مفاهيم مثل الباراسيكولوجي ونظريات ما بعد الموت إلى الوعي العربي الشبابي بطريقة مبسطة وجذابة. كما مهّدت الطريق لظهور عشرات الكتّاب الشباب الذين ساروا على نهج الخيال والرعب العربي، وخلقت مجتمعاً قارئاً، ربما لأول مرة، خارج جدران التعليم التقليدي.

هل أضاءت "ما وراء الطبيعة" على عالم ما وراء الطبيعة فعلاً ؟
نعم، إلى حدٍّ كبير، قدّمت السلسلة مفاتيح معرفية أولية لعالم الماورائيات لم يكن جمهور القرّاء الشباب آنذاك على دراية به. وقد تجلى ذلك في عدة جوانب:

الاطلاع على أساطير عالمية
أدخلت السلسلة القارئ العربي إلى مخلوقات وأساطير غير مألوفة مثل "الطفيليات النفسية"، "الأنثى الزاحفة"، "أسطورة هارولد"، "القرين"، وحتى "كائنات من بعد آخر"، ما ساهم في تكوين وعي ثقافي متعدد المرجعيات.

تبسيط المفاهيم الماورائية
نجح أحمد خالد توفيق في تبسيط مفاهيم مثل التخاطر، الجاثوم، الأرواح الشريرة، والأبعاد الموازية، دون أن يجعلها تبدو كدجل أو خرافة، بل قدمها بلغة علمية مشوبة بالسخرية، مما جعلها قابلة للنقاش.

زرع الشك بدلاً من التلقين: لم يسعَ توفيق إلى إثبات وجود الظواهر الخارقة، بل فتح باب التساؤل. القارئ ينتهي من القصة وهو يتساءل: هل ما حدث حقيقي ؟ هل كان وهماً ؟ أم انعكاساً لنفس مضطربة ؟ وهذا هو جوهر أدب الماورائيات الجيد: أن يُقلق يقينك، لا أن يعطيك إجابة جاهزة.

لكن بالمقابل، لا يمكننا الادّعاء أن السلسلة كانت دراسة منهجية للظواهر الخارقة، فهي لم تُبنَ على مصادر بحثية عميقة أو مقارنة أنثروبولوجية، بل بقيت في إطار الأدب الشعبي الخيالي الذي يستلهم من الماورائي دون أن يدرسه علمياً.

هل الاعتماد على شخصية رفعت إسماعيل كان عائقاً أم خياراً فنّياً ؟
هذا موضع جدل حقيقي ، من ناحية هناك إيجابيات الاعتماد على شخصية واحدة مثل :
الارتباط العاطفي: رفعت إسماعيل تحول إلى صديق للقارئ، لا مجرد راوي. هشاشته، تناقضاته، تهكمه، جعلته مرآة للقارئ نفسه.

- الوحدة الأسلوبية: وجود شخصية محورية واحدة منح السلسلة نغمة سردية موحدة، وجعلها سلسلة يمكن قراءتها بشكل متتابع، لا مجرد مجموعة قصص قصيرة متفرقة.

ومن ناحية أخرى هناك سلبيات الاعتماد على شخصية واحدة مثل :
- غياب التنوع النفسي والاجتماعي: كل القصص كانت تُروى من خلال "عين واحدة"، ما حدّ من التعدد في وجهات النظر، والشخصيات الثقافية أو الجغرافية المختلفة.

- حصر التجربة في إطار ذاتي: القارئ لا يعرف أبداً كيف يتعامل "شخص غير رفعت" مع هذه الظواهر. كيف سيكون الحال لو خاض مغامرها عالم آثار ؟  أمراه صوفية ؟ طفل ؟ هذا التكرار حرم السلسلة من ديناميكية غنية كانت ممكنة.

- عدم التوسع في بناء عالم ما وراء الطبيعة ككونٍ مستقل: لم يخلق توفيق "عالماً موازيًا" متكاملاً مثل عوالم ستيفن كينغ أو لافكرافت، بل بقيت القصص تدور في فلك تجارب فردية.

يمكن القول إن "ما وراء الطبيعة" لم تكن "مجرد قصص رعب"، لكنها أيضاً لم تكن موسوعة معرفية للماورائيات. كانت خليطاً فريداً من الترفيه والمعرفة السطحية، بأسلوب سردي جذاب، صنع وعياً أولياً عند جمهورٍ واسع، لكنه لم يُعمّق الفهم الأكاديمي أو التحقيقي للظواهر الخارقة.

- أما من حيث البنية السردية، فربما كان من الأنسب - لو استمر المشروع -  أن تتفرع السلسلة إلى شخصيات جديدة لكل نوع من الظواهر، مما كان سيفتح الباب أمام تنويع المشاعر والمفاهيم وتوسيع النطاق الجغرافي والزمني، بدل حصره في رفعت إسماعيل وحده.


السخرية في الأدب: وظيفة مركبة
غلب على أسلوب توفيق روح الفكاهة والسخرية مع أنها روايات رعب في الأساس وهنا استخدم السخرية بشكل ذكي ليس كأداة "تهريج" بل أداة أدبية معقدة يمكن أن تؤدي وظائف متعددة، منها:

- كسر التوتر: في أدب الرعب، توتر القارئ هو عنصر رئيسي. لكن توتراً مستمراً بلا انفراج قد يُتعب المتلقي. وهنا تأتي السخرية لتخلق لحظة تنفيس ذكية.

- نقد الواقع: حين يُدخل الكاتب نكتة أو تهكّماً في وسط حكاية مرعبة، فهو غالباً يلمّح إلى سخرية أكبر من الواقع أو من العقل البشري المحدود في فهم الغيبيات.

- تقديم الرعب كواقع يومي: عندما يسخر رفعت إسماعيل من الأشباح أو من عجزه الجسدي، فهو لا يقلل من الرعب، بل يجعله مألوفاً، قابلاً للهضم، أقرب إلى الحياة اليومية.

ما مادى نجاح  توفيق في استخدام الهزل ؟

نقاط قوّة
- إضفاء الطابع الإنساني على الراوي: رفعت إسماعيل ليس بطلاً خارقاً، بل رجل نحيل ساخر، يرى الأمور من منظور هش. هزله هو درعه ضد الجنون، وبه يصبح أكثر واقعية من شخصيات "جادة" مصطنعة.

- حماية القارئ من الإفراط في التهويل: بدلاً من تقديم كائنات الظلام بأسلوب مليء بالمبالغة، يمرّرها توفيق بشكل خفيف الظل، يُبقي الخوف في حدوده النفسية دون أن يتحوّل إلى فزع غير مبرر.

- نقد اجتماعي مقنّع: خلف كل تعليق ساخر عن الموت أو العرافين أو ضباب لندن، هناك نقد مبطّن للثقافة، للمؤسسة، أو حتى للعلم الزائف.

نقاط ضعف
- تشويش على هيبة الموضوع: في بعض الأحيان، خصوصاً مع القرّاء الذين يتوقعون "رعباً حقيقياً"، يمكن أن يرى البعض أن الهزل يُفقد القصة عمقها أو جدّيتها، ويحوّلها إلى مسرحية تهكمية أكثر من كونها تجربة وجدانية غامضة.

- تكرار النمط: عندما تصبح السخرية متوقعة، تفقد تأثيرها. في الأجزاء المتأخرة من السلسلة، أصبح بعض القرّاء يشعر أن رفعت يعيد نفس النكات، ونفس الصياغات الساخرة، حتى في مواقف لم تعد تستدعيها.


السخرية كقناع فلسفي
أحمد خالد توفيق لم يستخدم السخرية لتمييع الماورائيات، بل استخدمها كأداة فلسفية للشك والسؤال. فهو لم يكن يؤمن إيماناً تاماً بما يرويه، بل يترك الشك يدور في فلك الحكاية. ولهذا، كان الهزل في أدبه أقرب إلى "تهكم سقراطي" منه إلى ترفيه فارغ.

رفعت إسماعيل لم يكن يضحك لأن الحياة جميلة، بل كان يسخر لأنه لا يجد لها تفسيراً مقنعاً. وهذا ما جعل السخرية في "ما وراء الطبيعة" عنصرًا بنائياً، لا مجرد نكتة عابرة.


عناصر تفوق وضعف أمام أدب الرعب-الغموض الغربي 

عناصر تفوق

1- القرب الثقافي من القارئ العربي
بينما ظل الأدب الغربي يتحدث عن غابات نيو إنغلاند، مدافن أمريكا، أو قرى إنجليزية ضبابية، قدم توفيق أدب رعب "مصريّ الهوى" دون أن يكون محلياً محدوداً. كان رفعت إسماعيل يعيش في العمارة المجاورة، يخاف من فواتير الكهرباء، ويستخدم التاكسي ، " لقد نقل الرعب من الأبراج المسكونة إلى شقق الإيجار القديم.".

2- التبسيط دون ابتذال
مقارنة بـ لافكرافت مثلاً، الذي يغرق في مفردات غامضة ورموز أسطورية مرهقة، أو إدغار آلان بو الذي يميل إلى الظلال النفسية المعقدة، فإن توفيق استخدم لغة قريبة، بسيطة، لكنها لا تستخف بالعقل. استطاع أن يخلق أدباً فلسفياً لقارئ في سن المراهقة.

3- حسّ إنساني عالٍ
في أدب توفيق، الموت ليس فقط النهاية، بل صديق ننتظره ساخرين. رعبه ليس خارقاً فقط، بل وجودياً: الشيخوخة، الوحدة، الخذلان ، مثل ستيفن كينغ في بعض رواياته، لكن توفيق ذهب أبعد في تحويل الرعب إلى منصة للتأمل في هشاشة الإنسان العربي.

4- خلق جيل قارئ
ربما لم يُبدع توفيق أعظم عمل أدبي في الرعب، لكنه فعل ما لم يفعله غيره: خلق مجتمع قرائي بأكمله. كثيرون من قرّاء لافكرافت أو كينغ اليوم، كانوا من قرّاء "ما وراء الطبيعة" بالأمس.


عناصر الضعف 

1- البناء الأدبي العميق
في أعمال لافكرافت أو بو، الرعب ليس في الحدث بل في اللغة والجوّ والرمز. أعمالهم تُدرس أدبياً من حيث الموسيقى اللغوية والتجريب الأسلوبي. توفيق ظل غالباً في منطقة السرد البسيط التقريري، ولم يدخل في عمق التجريب أو التركيب اللغوي الأدبي الرفيع.

2- غياب الكون القصصي المتكامل
لافكرافت بنى ما يسمى "Mythos" وهو كون متكامل من الكائنات والأساطير والمخطوطات الملعونة ، وربط ستيفن كينغ معظم رواياته ببلدة "ديري" أو بلدة "كاسل روك" في كونيه الروائي المتقاطع بينما في "ما وراء الطبيعة" تبقى القصص مستقلة غالباً، والشخصيات الثانوية تتكرر قليلاً دون أن يكون هناك نسيج كوني شامل أو عمق في الخلفيات.

3- ضعف في تطوّر الشخصيات الثانوية
تميزت القصص الكبرى في الأدب العالمي ببناء شخصيات حية حتى خارج الحدث الرئيسي. بينما في روايات توفيق - باستثناء رفعت إسماعيل وماغي -  لم نحصل على تطوّر كافٍ للشخصيات، وكأنها أدوات لخدمة القصة لا كيانات مستقلة.

4- نقص في الجوانب الرمزية والدلالية العميقة
بينما يستبطن رعب بو أو جاكسون رموزاً عن الموت، الطبقية، الذنب، أو القمع، فإن توفيق بقي في الأغلب ضمن الرمز السطحي أو المباشر، ولم يذهب عميقاً نحو الدلالات الثقافية والسياسية العميقة.

ضعف انتشار السلسلة في الخارج
كان انتشار محدود نسبياً تجاه الخارج بالرغم من مبيعات عربية بعدة ملايين (كما تقول بعض الإحصاءات أحياناً) حيث وصلت أعماله للقرّاء في الخليج والمغرب العربي والأردن بشكل واسع مما يدل على أن قيمة النص تجاوزت الحدود القطرية.

إلا أن أعمال أحمد خالد توفيق لم تُترجم إلا بشكل محدود ، ولم تصل لمناطق أخرى في العالم بنفس القدر ، ترجمات قليلة مثل رواية "يوتوبيا" للإنجليزية والإيطالية لكنها لا تخص السلسلة (موضوع نقاشنا) ، غياب ترجمة مهنية ومتسلسلة لبقية أجزاء السلسلة قلل من فرص الاكتشاف العالمي ، على الرغم من جوهر عالمي للأساطير، فإن استخدام العامية بشكل أساسي وتفاصيل الحياة المصرية ربما قيدت قابلية الإمتداد الثقافي.

هل كانت سلسلة للمراهقين فقط  ؟
رغم أن أحمد خالد توفيق نفسه قال: " أكتب لمن يقرأني، لا يهمني عمره بقدر ما يهمني وعيه" فإن أدبه كان موجّهاً في الأساس لفئة المراهقين والشباب ، فهي لغة بسيطة، سريعة، تعتمد على الإثارة والمفاجأة، مما يجعلها أكثر جاذبية للقارئ الأصغر سناً ، لكن هذه البساطة السطحية تخفي حساً فلسفياً إنسانياً كبيراً يجعل أعماله قابلة لإعادة القراءة من منظور مختلف حين ينضج القارئ.

لكن هل هذا ضعف ؟ ليس بالضرورة ، هذا التصنيف لا يُعد ضعفاً في حد ذاته، لأن توفيق اختار بوعي مخاطبة جمهور مُهمَل من قبل الأدب العربي. بل هو تميّز فريد أن تبني قاعدة قارئة في سن التكوين.

من ناحية أخرى يمكن اعتباره نقصاً في النضج البنائي أو الرمزي مقارنة بروايات كُتبت للنخبة أو للنقاد، مثل أعمال أمين معلوف أو إبراهيم الكوني.


أشهر ثلاث روايات حققت انتشاراً واسعاً في مصر
استناداً إلى تقييمات القرّاء ومداولاتهم مثل Goodreads وأبجد:

- "مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب" (العدد الأول):  غالباً أكثرها شهرة، إذ جمع أول ردود فعل وفضول القارئ 

- "أسطورة النداهة" : أثارت اهتماماً محلياً بموضوع الاتصال بالموتى وغالباً ما تعتبر من الروائع 

- "أسطورة وحش البحيرة" : جذبت لأن أسلوبها اعتمد على الكائن المائي الأسطوري في سياق عالمي 

هذه الثلاث تلقى أعلى تفاعل، تقييم ومناقشة من قرّاء تطبيقات الكتب.


لماذا لم تُنتَج روايات "ما وراء الطبيعة" سابقاً حتى جاءت نتفليكس ؟
رغم نجاح  السلسلة تجارياً (حوالي 81 رواية نشرت بين 1993 و2014) لم تُحوّل إلى أفلام أو مسلسلات قبل ذلك بسبب: صعوبة الاستحواذ على الحقوق، ضعف التمويل المخصص لإنتاج ضخم، والتردد في التعامل مع أعمال رعب/خيال في السوق العربي.

قدمت نتفليكس بخبرتها العالمية وتوجهها لاستثمار محتوى محلي-عالمي الإطار المناسب: شركة إنتاج محترفة، تقنيات عالية (VFX)، وفريق قادر على نقل الجو الشعبي إلى شاشة عالمية، لذلك رغم الإنتاج الغزير كانت عوامل التمويل والبنية التحتية هي الحاجز، حتى قدوم نتفليكس وملامسة توقيت عالمي مناسب وكان ا لعرض الأول في 5 نوفمبر 2020.

نبذة عن المؤلف: أحمد خالد توفيق (1962–2018)
ولد في طنطا، مصر، وتخرج من كلية الطب بجامعة طنطا، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة. عمل طبيباً وأستاذاً جامعياً، لكن شهرته الواسعة بدأت حين انضم إلى المؤسسة العربية الحديثة، ليصبح أول كاتب عربي يكتب أدب الرعب والخيال العلمي لفئة الشباب بشكل احترافي ومنتظم ، يُلقب بـ"العرّاب"، واعتبره كثيرون "الأب الروحي للقراءة لدى جيل التسعينات".

أعماله من خارج "ما وراء الطبيعة"

- سلسلة فانتازيا: عن فتاة تدعى عبير، تسافر في عوالم أدبية وتاريخية – تحمل أبعاداً ثقافية وفكرية.

- سلسلة سافاري: روايات طبية وإنسانية في إفريقيا، حول د. علاء عبد العظيم، الطبيب المغترب في الأدغال.

- رواية يوتوبيا (2008): رواية ديستوبية عن طبقية متوحشة في مصر المستقبل، تُدرس في جامعات أجنبية، وترجمت لعدة لغات، وللعلم كلمة ديستوبية Dystopian هي صفة تُطلق على نوع من الأدب أو السينما أو الفكر الذي يصوّر مجتمعاً خيالياً مظلماً أو فاسداً، تسوده الظلم، القمع، الفقر، انعدام الحريات، أو الكوارث.

- رواية في ممر الفئران: معالجة فلسفية وسياسية لظلامية السلطة والدين.

- روايات قصيرة ومقالات: مثل السنجة، شاي بالنعناع، قهوة باليورانيوم، دماغي كده، وقدّم فيها تأملات اجتماعية ووجودية.


موقعه في تاريخ الأدب العربي
رغم أنه لم يُدرج ضمن "الكتّاب الكلاسيكيين"، إلا أن أحمد خالد توفيق أدى دوراً لا يقل أهمية إذ أعاد الأجيال للقراءة ، وفتح أبواباً لهذه الفئة من الأدب (أدب الماورائيات والغموض)  الذي كان غائباً تماماً كما مهّد الطريق أمام كُتّاب مثل حسن الجندي، عمرو عبد الحميد، وغيرهم.

أحمد خالد توفيق لم يكتب روايات مرعبة بقدر ما كتب قلوبنا وهي ترتجف، وعقولنا وهي تتساءل. قد لا يكون أدبه الأكاديمي الأعظم، لكنه الأدب الذي غيّر حياة أجيال كاملة، وجعل من رفعت إسماعيل، لا فقط بطلاً، بل مرآة لكل من خاف من شيء لا يفهمه... أو من نفسه.



إقرأ أيضاً ...
- ما وراء الطبيعة : أعمق من مسلسل نتفليكس أو رواية في سلسلة
- 13 مسلسلاً عربياً غاصت في عوالم ما وراء الطبيعة

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .