5 أكتوبر 2010

ذات الثوب الأبيض - جزء 2

أشعل سيجارته ونفث الدخان عالياً،  إستوقفه مطعم يقدم خدماته على الرصيف ورغب في إستنشاق الهواء بعد أن هدأت الريح وشقت أشعة الشمس طريقها جلس على طاولة تطل على الشارع طلب فنجاناً من القهوة وأخذ يجول بنظره في الأنحاء : " هذه البلدة جميلة ..قديمة حديثة مبانيها كأنها رممت حديثاً واحتفظت بعراقتها ".

تقدمت منه سيدة بعين واحده وأنف طويل مخيف ، وقالت آمرة
- "  أعطني يدك... "

تعجب من طلبها ،  فقالت :

- " اريد أن أرى طالعك ! ولن أطالبك بكثير من المال"  .

 كان يعلم بأنها دجالة وهذه وسيلتها في التسول ، جلست لجانبه على الطاولة وأمسكت يده وبدأت :

- " لن يطول الأمر وستجد ضالتك , ستتكشف أمامك أمور تحيرك"

 عادت لكفه ....سكتت ...ثم قربت يده منها لتتأكد من شيء تشك برؤيته .

- "  يا الهي..."

قال لها :

- " ما بالك فزعت؟ "

تركت يده بخوف ونهضت كالمهدد بالقتل ، قالت وهي تجري :

- " ارحل من هنا إحزم حقائبك وفر بجلدك لا تنتبه للأصوات من حولك " .

ابتعدت تهرول وتدارك نفسه وقال :

- " انتظري لم ادفع لك" .

غابت ولم تلتفت إليه ... بقيت يده معلقه حيث تركها ، قربها من عينه وأخذ يتفحصها ويلفها في مختلف الجهات

- " ماذا رأت هذه المجنونة ؟ مالذي أصابها بالفزع ؟ " .

قاطعه النادل ووضع فنجان القهوة على الطاولة ابتسم له وذهب ، عاد للتأمل ومن خلال دخان القهوة القريب من شفاهه لمحها في ثوبها الأبيض تسير على رصيف بعيد عنه بعض الشيء ، اراد مناداتها ولكنه لا يعلم إسمها ، تذكر أنها لم تخبره بإسمها حتى الآن ، وقف وجرى خلفها خوفاً من أن تضيع منه ثانية ، لم يلتفت للنادل يذكره بدفع الحساب ، كان همه منصباً على إيقافها قبل أن يفقدها مرة اخرى ، دخلت الفتاة لشارع فرعي ...أسرع الخطى ، ولكنها ضاعت.... بحث عنها هنا وهناك ... فتش داخل المحلات المنتشرة على الطريق ...فرآها... لقد كانت تتحدث مع البائعة، " كيف هذا وأنا الوحيد الذي يستطيع رؤيتها ؟!" ، لم يفكر كثيراً،  دخل المحل ووضع يده على كتفها ليلفت انتباهها ... تخيل للحظة انه سيتخللها كالمرة الماضية ولكن يده استقرت فوق كتفها فهزها ، نظرت إليه الفتاة مفزوعة ، سحب كفه معتذراً

- " أسف إعتقدتك شخصا آخر ".

خرج من المحل عائداً الى المطعم،  أعطى النادل حساب فنجان قهوة الذي لم يرتشف منه الا القليل ...إستقل سيارته متوجها إلى الجرف ..كان يحدث نفسه لن أتركها تصيبني بالجنون ، "  الجرف هالمكان الأول الذي شاهدتها فيه واتمنى أن اجدها هناك " .

لم يعرف الدافع وراء بحثه عنها كان يقود سيارته كالمجنون ..كان يفكر ماذا يحدث ان لم تظهر ثانية ؟

وصل الجرف .... نزل من سيارته وتعدى الطريق بغضب دون أن يلتفت حوله ..نادى عليها :

- " اين أنت يا ذات الفستان الأبيض ؟ "

لم يجبه سوى صدى صوته أعاد النداء وبصوت أعلى ولكن لا مجيب ... صدى صوته يخترق الهدوء قفز لأول صخرة تقوده للجرف ونظر لأعلى،  كانت المسافة بعيدة لا يمكن الوصول إليها بسهولة وهو يخاف المرتفعات ، توقف قليلاً وفكر بالتراجع ، لكن ماذا لو كانت تنتظره في القمة؟!،  لن ينظر للأسفل وسيتابع .... استمر في الصعود وفي كل زلة قدم كان يشعر يدنوا الموت منه كان بينه وبين القمة عدة سنمترات ، زلت قدمه وأوشك على السقوط اصبح معلقاً في الهواء لا يعلقه بالحافه الا يده المتشبثه ، " يا الهي ماذا فعلت بنفسي سأموت دون شك ".

 اخذ يصارع رغبته في النظر لأسفل وفي نفس الوقت يتمسك بقوة بالحافة،  حرك جسده نحو صخرة قريبة ليقفز عليها ولكن دون جدوى كانت بعيدة عنه ، لم يعد يحتمل ومع كثرة محاولاته لإنقاذ نفسه اصابه الإنهاك ، لم تعد يداه تساعدانه على التشبث وايقن انه هالك  ، "  لا تفلت يداك ، كن أقوى من الإستسلام "

نظر لأعلى حيث تقف كانت تنظر له بحزم حاولت إمساك يده ولكنها كلمسة هواء خفيفة مرت فوق يديه

- "  ارجوك لا أستطيع إمساكك "

لم يعلم كيف أتته العزيمة وقفز بإتجاه الصخرة... فسقط على بطنه ....ولكن السقوط كان مميتاً لو كان لأسفل الجرف ، جلس مستندا برأسه على طرف الصخرة وفتح عينيه عندما احسها قريبة ، كانت كالماء العذب الذي رطب جوفه ، كانت تجثو على ركبتيها تحاول ازالة الدماء عنه ولكن لا فائدة ،  بكت وقالت :

- " لماذا أتيت ؟ "

اجابها:

- " لقد بحثت عنك دون جدوى ، لم أترك مكاناً الا وفتشت فيه عنك ، أرجوك لا تبكي ، لو علمت انك ستغضبين لقدومي لكنت غادرت المنطقة كلها ".

حاول مسح دموعها ولكن يده تخللت خدها ، أغمضت عينيها وابتسمت :

- " أترى ما يحدث لا أعلم كيف اصبحت غير موجودة هكذا دون مقدمات ...أنت على حق فأنا لا شيء مجرد طيف يتجول هنا وهناك"

قاطعها :

- " أتعلمين لقد كنت أحمقاً لا تهتمي لما أقول"

 شعر بالأسى عليها وهذا الحزن الذي زادها جمالاً كانت عيونها تتلألأ كأنها حبات مطر على بتلات زهرة بيضاء .

سألها ليغير من مزاجها :

- " لماذا لم اعرف اسمك حتى الآن ؟ "

- " حنان "

لقد كان الإسم يعكس مكنونات نفسها فكل جزء وانحناءة من جسدها تفيض حناناً

- "وأنت؟ "

- "عمر"

تشرفنا وضحكت :

- " لقد تأخرنا في معرفة أسماء بعضنا ، ولكن لايهم ".

- " إسمعي لقد قررت مساعدتك فعلاً ،فأمرك غريب "

قاطعهما شخص كان قد ترجل من سيارته :

- " أنت ماذا تفعل هناك أتنوي أن تقتل نفسك؟ "

نظر إليها ولكنها لم تعد موجودة .

-----------------------------

لم يتعجب وابتسم متأكداً من عودتها... أجابه فرحاً :

- " لا تخف لن أقفز هناك أمر كان لا بد من انهائه وسأنزل الآن ".

عندما وصل الأرض وتأكد السائق الآخر من سلامته ، نظر لأعلى وتذكر في السابق، "  لم أكن أقوى الصعود إلى شجرة صغيرة الفروع لا ترتفع عن الارض إلا قليلا ،  ما الذي فعلته بي ؟! " ، ابتسم وهو يهمس اسمها "حنان " .

كان الجو ضبابياً في الصباح وقرر عمل جولة حول البحيرة لعله يلتقيها في احد المناطق ، نزل للإستعلامات وكان مالك يقف كعادته يستقبله بوجه بشوش ويقول له مستهزئا :

- " هل أصبحت بخير؟ ولم تعد تلك الخيالات تظهر لك ؟ "

ابتسم وقال لن تصدق ما حدث :

- " انها تدعى حنان " .

امتقع وجه مالك وصرخ :

- " حنان !.. "

خرج من خلف طاولته كأنه يجري نحوه ، تعجب هو من ردة فعله الغريبة وسأله :

- " مابالك! أتعرفها ؟ "

رد مالك بسؤال :

- " من أرسلك الى هنا ؟ "

قال عمر متعجباً :

- "  لا أحد ولماذا تسأل؟ "

امسكه مالك وأخذه الى ركن قريب :

- " اسمع يا هذا إن لم تتوقف عن ألاعيبك فلن تكون النتائج لصالحك " .

أبعده عمر بقوة عنه وقال :

- " كيف تجرؤ على الحديث معي هكذا ؟"

 نظر لوجهه بتمعن وقال:

- "  أفعلت ما تخاف منه ؟ "

جفل مالك وعاد لوضعه الطبيعي :

- " ولماذا أخاف لم اقم بفعل اي شيء! "

اغمض عينيه ليتذكر، ثم سأل مالك:

- " اين هو السيد سامي الظاهر وحرمه ، لماذا لم التقيهما منذ وصولي ؟ "

كان مالك ينظر اليه وهو على وشك الإغماء :

- " يا إلهي أرسلتك الأموات الى هنا أم أنك خرجت من القبور ؟ "

- "ماذا تعني بهذا ؟"

- "لقد توفي السيد قبل سنتين ولم تلبث السيدة بعده الا شهرا واحداً

جحظت عينا عمر وقال كأنه يحدث نفسه :

- "  كيف سأخبرها بذلك ؟"

تنبه لمالك ينظر في وجهه قائلاً :

- "  أتحدث نفسك ؟ "

- " نعم.. اتساءل كيف سأخبرها بذلك ؟ "

- "عمن تتكلم ؟"

- "حنان ابنتهما "

كان مالك متسمراً يقف كمجسم لأحد التماثيل الفرعونية القديمة ووجهه ممتقعاً كأن الحياة امتصت منه :

- " كيف ستخبرها ؟ "

- "عندما أراها سأخبرها "

- "سيد عمر... منذ متى وانت في هذه البلدة ؟ "

- " لا أعلم ..أتوقع أنني هنا منذ أكثر من إسبوع ؟ "

- " ولكن كيف سترى حنان ؟وأين التقيتها ؟ "

- " التقيتها في أعلى الجرف في نفس الليلة التي وصلت بها الى هنا "

تجمد مالك وقال:

- "  سيد عمر ... حنان ميتة "

كان يفكر بالطريقة التي سيخبرها بها لهذا إعتقد أنه لم يسمعه بالشكل الصحيح :

- " ماذا قلت لم أنتبه ! "

- " حنان توفيت قبل خمس سنوات "

لم يصدق ما سمعه وحاول أن ينفي ما قاله مالك ولكن مع النظرة في عيونه استبعد ان يكون كاذباً وتذكر كيف تخللت يده جسدها وكيف أنها تظهر في كل مكان وهمس "كأنها تولد من الهواء "

نظر إليه بدهشة :

- " ولكني أراها كيف هذا ؟ "

- " لا يمكن هذا ...سيد عمر ... فقد تكون حلمت بها أم أن تراها في حياتك الواقعية فهو من الأمور المستحيلة ".

قال عمر وهو يجلس على مقعد قريب :

- " أتتذكر الفتاة التي أخبرتك أنها قتلت أمامي لم تكن إلا حنان ! "

- " سيد عمر، سنتحدث لاحقا ...."

 وعاد لوراء طاولته ليجيب جرس يعلمه بوجود نزيل يطلب الخدمة

حاول أن يترك الكرسي الذي يجلس عليه ولكنه لمحها في آخر الممر الذي يقود للقبو ، غادر قاعة الإستقبال ولحق طرف ثوبها كانت تتوغل في الممر ويزداد الممر وحشة وكأن الضوء يسحب منه كلما توغلت فيه أكثر ، صار يناديها:

- " حنان أين تذهبين ؟ إنتظري لقد علمت مكان والديك " .

لكنها لم تتوقف... كلما اختفى طرف ثوبها لحقها  ، ولكنه وصل الى غرفة مغلقة اختفت في داخلها لا يعلم كيف تخللت الباب ولم تعد موجودة .

حاول فتح الباب ولكنه كان موصداً ووضعه يوحي بأنه لم يفتح منذ زمن بعيد جدا ، دق الباب بعنف ونادى بصوت عال
-  "حنان !! "

 لم يكن هنا من مجيب ، تسلل الخوف الى قلبه، "  ما هذا الشعور بالوحدة ؟ يا إلهي أشعر بنفسي أغرق في بحر من الدموع كأنني استغيث ولا مجيب " ،  لف يديه حول جسده وهو يشعر بالقهر والذل والمهانة ، لم يعلم كيف استولت عليه هذه المشاعر المتناقضة ، ولم ينتبه إلى أن مالك كان يقف خلف الجدار يراقبه عن بعد.

عاد لقاعة الإستقبال وكان مالك منهمكا مع نزيل جديد فقد بدأ الجو بالإعتدال وبدأ السواح يتوافدون على المنطقه للتمتع بالطبيعة الساحرة التي غابت عن اهتمامه بعد الشعور الرهيب بالعزلة التي شعر بها امام ذلك الباب الموصد .

وقف في أعلى الدرج واضعا يده فوق عينيه ليحميهما من أشعة الشمس ونزل الدرج متوجها للجهة الشرقية لعله يلتقيها ، ووقف في المكان الذي رآها تقتل به في المرة السابقة وانتظر ، كان يتوقع كلما التفت أن تخرج له ولكنها لم تفعل ، بقي على هذا الوضع نصف ساعة واخذ يناديها "حنان" ، كان نداؤه بصوت منخفض ولكنه مع مرور الوقت اخذ يصيح ولكن لامجيب،  جاء عادل وطلب منه أن يتوقف عن فعلته ، ولكنه قال له :
- "  إنتظر الى أن تظهر وسأتوقف".

قال له عادل بعنف وهو يدفعه بقوة على كتفه

- " الم تتناول دواءك سيدي؟ "

- " إنتظر أتعتقدني مجنوناً "

وضع سبابته على صدر عادل بقوة وقال حانقاً
- " إسمع يا هذا لقد تماديت جداً معي ، وإذا لم تتوقف عن تصرفاتك فسأتخذ معك إجراء لن يعجبك البتة "

رجف عادل عندما شعر بجديته ، مسح على جبهته مروراً على شعره وانسحب متوجها للفندق، ظل مزهوا بنفسه لم يصدق ما فعل ، فهو شاب مسالم لا يجرؤ على مواجهة أي شخص أكبر أو صغر من سنه.

بقي جالساً فوق المقعد ولم ينتبه لليل يهبط على المنطقة والقمر يأخذ مكانه في وسط السماء عاكساً على البحيرة ضوءه فأصبحت كقطع من جواهر متناثرة على سطح الماء.

كان ساهماً يفكر بشخصيته الجديدة عندما لفحته نسمة هواء باردة ، نظر فإذا بها تقف أمامه تهلل وجهه عندما شاهدها ، وقال:

- " تأخرتي بحثت عنك كثيراً حتى أني شاهدتك تتوجهين لغرفة في القبو" .

قالت له:
-  " نعم هناك غرفة لا اجد نفسي دائما الا وأنا أسير إليها ، لا أعلم لماذا وكان هناك من يشدني لأزورها " .

أتعلمين نسيت أن أسألك:

- " كيف سقطت عن الجرف ولماذا ذهبت هناك اصلاً ؟ "

- " لا أعلم فعلاً ،  هناك اجزاء من ذكرياتي مفقوده مسحت لا أعلم كيف  " .

- " ألم تجد والدّي؟ ألم تبحث عنهما ؟ تعبت وأنا ابحث في مختلف أنحاء الفندق وفي الأماكن التي اعتدت أن أجدهما فيها ولكن دون جدوى ! "

ابعد نظره عنها لا يريد كشف ما يخبئه ولكنها كانت لماحه فوقفت أمام نظره وقالت :

- " أنت تعلم أليس كذلك ، أخبرني أين هما ؟ "

أمسك ياقة قميصة وقال :
- " لا أعلم ... "

 لكنها أصرت :

- " بل تعلم ، أين هما أرجوك ؟ "

لم يتحمل رؤية الدموع في عينيها وحاول ضمها ولكن لم يستطع ، كان الشعور بالنقص والعجز يقتله كلما حاول أن يخفف عنها ،قال لها :

- "  نعم أعلم مكانهما ولكن لا يهم أين هما ،  يجب أن تنسي الموضوع "  .

همست :
- " أنت مضحك الى حد غريب كيف تطلب مني أن أنسى والدي ،هما كل ما أعرفه في هذا العالم ومن اجلهما رضيت ان ابقى على وضعيتي هذه "  .

نظرت اليه بحزم وقالت :

- " أخبرني .."  

حاول أن يوصل الخبر بهدوء فقال:

- " كل من نحب... يأتي يوم ويرحلون ، قد يكون الرحيل رغما عنهم لا ارادة لهم فيه  " .

استعجلته وقالت :

- " هل سافرا ؟إلى أين ؟ سألحق بهما ..."

ضحكت بعصبية وقالت :

- " هيا لا تناكدني "  .

نظر اليها بحزن وقال :

- " لا لم يسافرا .."

 شعر بإنتكاستها فقال بإستعجال كأن عليه أن يؤدي عملاً مستعجلاً لينتهي منه :

- " لقد توفيا قبل مدة " .

لم تستوعب الموضوع وحركت رأسها كأنها تصحو من غيبوبة :

- " ماذا لم اسمعك جيدا "  .

- " لقد توفيا "

لم يعلم بعدها ما حدث كان كل شيء يحدث كفيلم رعب يشاهده على شاشة التلفاز ، ول وجهها للأسود وطار شعرها في الظلام فتحت يديها وصرخت بصوت عالي ظن أن جميع من الفندق سمعوه ، شعر بجسده يخور ولم يقو على الحركة ، توقف شعر جسده وكأنه يريد الهروب ، كل شيء تجمد هو والمكان حتى أمواج البحيرة توقفت عن الحركة ... اختفت طيور الليل وهدأت الصراصير ، لم يعد القمر موجودا وكان الظلام دامسا ، تحول وجهها لصورة بشعة ، كساحرة تطل لتوقف قلبك ، تلفت حوله بخوف أين الآخرين ما زال الوقت مبكرا على النوم وصوتها يزداد حدة وضع يده فوق أذنيه واخفض رأسه أحس بجسده كله يتفجر ، تغلل الخوف في جسده حتى سكن أحشاءه ، ما الذي حدث ،كانت وديعة صافية هادئة كيف تحولت لساحرة كل شيء فيها ينطق شرا....

طارت ترجع للخلف بغضب وأخذت تضرب بيديها يميناًوشمالاً كأنها تعارك شخصاً ...هاله المشهد إرتعب تمنى لو تنطلق قدماه ليبتعد ليته لم يخبرها ، أغمض عينيه وضم يديه على رأسه ، استمر الضجيج كأن شيئاً يتحطم،  شعر بالحياة تسلب منه ، ثم فجأه هدأ الجو فتح عينيه قليلاً أعتقد أنها عادت لطبيعتها وأن ما شاهده لم يكن الا شيئاً تخيله أمامه، ولكن لم تعد موجودة عاد الجو صافياً والبحيرة عادت لمعزوفتها ، تلفت حوله بقلق كمن استيقظ من كابوس مريع كان عرقه يتصبب بغزارة وقدماه لم تعودا تقويان على حمله ، سقط على ركبتيه ويداه فوقهما ، "ماذا حصل ؟" ،  نظر في الهواء حيث كانت معلقة لا شيء سوى صفير الهواء الذي بدأ ينبىء عن مطر قادم وغيوم متفرقة هنا وهناك كأنها بقايا ثوبها الأبيض.

لم يعد قادرا على البقاء ، كانت اوصاله تتقطع من الخوف كل الشجاعة التي اكتسبها في الأيام الماضية تبخرت مع صوتها ، ركض للفندق وقرر أن يغادر المكان يريد الهروب توجه للسياره وقبل أن يصلها قاطعه مالك :

- " أين تذهب ؟ وما بال شعرك ابيض فجأة ؟ "

نظر خلفه وهمس بخوف :

- "  كانت هناك خلفي ، تصيح كأنها تأمر الحياة بالتوقف ، تحولت من ملاك يسكن داخلي بهدوئه الى شريرة أخاف أن تلتهمني ! "

هدأ مالك من روعه وقال له بشفقه:

- " تعال للفندق لترتاح قليلاً "  .

-" لا ...لايمكنني أن أبقى هنا يجب أن أغادر أخشى أن تعود "

سكت قليلاً وقال كالمجنون :

- " لماذا أراها وحدي ..لما لا تراها انت ؟ " .

- " لا أعلم قد تكون قد تعرضت لصدمة مكنتك من رؤيتها فقد قرأت أن بعض الاشخاص يكتسبون قدرة على رؤية الأرواح بعد صدمة يتعرضون لها في حياتهم "  .

لم يستطع التذكر ، ولم يكن لديه الوقت لذلك ، كان كل همه الإبتعاد عن هذا المكان الملعون .

لكن مالك اصر عليه لمرافقته :

- "  سيدي لن أدعك تغادر المكان وأنت بهذه الحالة "  .

تراجع للوراء عندما إقترب من مرآة علقت على باب الفندق ، لقد كان شعره أبيضاً بالكامل كأنه شاخ فجأة .

لمس شعره بيديه ليتأكد من هذا المشهد المريع ، لكنه حقيقة ، قال لمالك يلفت نظره :

- " أنظر مالك لن أبقى أخشى على نفسي منها ، سأدفع لك المبلغ المترتب علي وأغادر "  .

- " لا لن تذهب ستبقى هنا هذه الليلة أنت متعب وقد تتعرض لحادث وأنت تقود" .

رافقه مالك الى الغرفة ولم يقوى على فتح الباب ، خشي من أنها تنتظره في الداخل ، رآه مالك مترددا ففتح الباب وتفقد الغرفة ليطمئنه كانت فارغة لا شيء سوى الأثاث ، جلس على حافة السرير منهكا كأنه ركض أميالاً دون أن يستريح ، عندما هم مالك بإغلاق الباب صاح متوسلا :

- " لا أتركه مفتوحا ستغلقه علي إذا أتت ! "

التزم معه بما يريد وغادر بهدوء...

بقي متأهباً مستعدها لحضورها لا يقوى على شيء حتى القيام عن السرير :

- " لماذا حدث ذلك كأن الأيام الجميلة قررت الإنتهاء بسرعة ليعود الى حياته السابقة ".

أخذ يسترجع اللحظات الفائتة وتذكر الغرفة في القبو:

- "هذه الغرفة قد تحمل في طياتها إجابات لبعض التساؤلات التي تتفجر في رأسي "

لكنه يخشى أن يجدها هناك ، كيف تحول إنجذابه لها إلى خوف قاتل لهذه الدرجة ، ولكن فضوله فاق خوفه اراد رؤية داخل هذه الغرفة ، قام بجهد وتلصص من خلف الباب ليتأكد أن لا أحد موجود كان الهدوء يلف المكان .

وصل للبهو ...وساعده في ذلك عدم وجود احد كان المكان خالياً لا شيء الا اوراق طارت بفعل الرياح المتسللة من الباب المفتوح ، سلك الطريق متسللا للغرفة ولم يشاهد مالك خلفه ، الا بعد ان وصل أمام الباب ، استوقفه صوته آمرا متسائلا :

- " ماذا تفعل هنا سيد عمر ؟ "

انتفض وقال له بعد أن وضع يده على قلبه :

- "  لقد أخفتني ...."

نظر للباب وقال :

- "  لقد كانت هنا في الصباح... أردت الدخول ولكن كان الباب موصدا ولم أستطع فتحه ، أريد معرفة ما بداخل هذه الغرفة ولا شيء سيمنعني من ذلك " .

قال مالك بعصبية :

- " ولكن ليس من حقك التعدي على مرافق الفندق ، فهذه ملكيتي الخاصة  ".

- " ماذا ؟ ملكيتك ولكنك تعمل على الإستقبال !"

- "نعم ولكن السيد سامي الظاهر عمي وعادت ملكية الفندق للوريث الوحيد للعائلة بعد وفاة إبنته الوحيدة حنان" .

سكت فجأة وكأنه تذكر شيئاً ...سأله عمر :

- " لقد قالت لي حنان ...أنها سقطت عن الجرف وفجأة لم يعد أحد يراها أو يكلمها "

نظر إلى مالك بعين الريبة :
 - " لقد قتلتها أليس كذلك ؟!  قتلتها لكي تستولي على الميراث "
انتفض مالك وقال:

- "  أنت مجنون بحق كيف أقتل خطيبتي ! وحبيبتي "

- "ماذا .... حنان  خطيبتك؟  "

اخرج مالك مفتاح من جيبه وفتح باب الغرفة بهدوء أمام عمر .

كان الظلام يسكن في جنباتها ورائحة الرطوبة تكتم الأنفاس ، أضاء مالك النور وأفسح الطريق لعمر قائلاً :

- "  أعلم أنه ليس من حقك الإطلاع على اسرار العائلة ولكني مثلك أموت شوقاً لمعرفة سبب رؤيتك لها وأنا متعطش لرؤية وجهها ولا أستطيع ".

ردد بحزن :

- " تفضل .."

رآه واقفاً ساهماً في مكانه ، فأمسكه برفق وأدخله الغرفة التي بدأت ملامحها تتضح ، كانت حيطانها مبطنة بقماش مانع للصوت بلون أبيض وسرير مرتب بجانبه طاولة صغيرة عليها صورة لرجل في الستين وزوجته ، صاح وهو يتقدم نحو الطاولة يشير للصورة :

- " حنان ....هذه حنان "  .

أمسك الصورة كانت فتاة جميلة تعقد شعرها الطويل بضفيرة للوراء وعيناها الخضراء تلمع بسعادة ، وضحكتها جميلة تلّمس الصورة بشوق فأخذها مالك منهوأعادها لمكانها ، وجلس على حافة السرير بإعياء مطأطئاً رأسه بحزن وقال :

- " أتعلم كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا إلى أن أصابها المرض ، الذي استبدلها بشخصية جديدة " .

سأله عمر :

- " أي مرض هذا ؟  "

- " كانت مفتونة بعالم الأرواح والأشباح وتعمل صائدة لها، كنت بإستمرار أحذرها وأطلب منها التوقف ولكن شخصيتها العنيدة أبت أن تستمع إلي "

سكت وكأنه يسترجع الماضي

قال عمر :

- " أكمل " .

نظر لصورتها وتنهد :
- "  إلى أن خرجت في ليلة إلى بلدة قريبة من هنا أخبرها شخص عن وجود أشباح تسكن في منزل مهجور ، ولم يكن هناك خبراء معها لإنشغال كل شخص منهم ، لم تستطع الانتظار ورغم معارضة والدها الا أنها تسللت في المساء مستغلة إكتمال القمر وغادرت المكان ، كانت تلك آخر ليلة لحنان القديمة "  .

قاطعه وهو يضع يده على كتفه :

- "  حنان القديمة ؟ "

- " نعم لقد فقدت حنان لليلتين كاملتين ولم يجدها أحد ، كانت كل أدواتها موجودة في المنزل وهي مفقودة ، إلى أن وجدها أحد حراس الغابة هائمة بين الأشجار وحيدة وبوضع يرثى له ، كانت فاقدة لعقلها تتصرف بجنون ولم تعد تعرف أحد منا حتى والديها ، عرضها عمي على عدة أطباء وكلهم أجزموا أنها تعرضت لصدمة عنيفة وأن علاجها يحتاج لوقت طويل ، ونصحونا الأطباء ان نبعدها عن أي شيء من الممكن أن تؤذي نفسها به  " .

نظر حوله فاتحاً يديه في شرح لما حوله واسترسل :

- " تم تجهيز هذه الغرفة لها كما ترى "  .

تنهد وكأنه انتهى للتو من إعطاء محاضرة متعبة ، تجول عمر في أرجاء الغرفة وسأله فجأة :

- "  لما لم تقل لي عندما أخبرتك أنها قتلت أمامي ؟ "

قال مالك :

- "  لم أستطع تصديقك فقد كنت الوحيد الذي شاهدها تطعن نفسها فوق تلك المنطقة العشبية بعد أن هربت خلسة ، في يومها كنت أقوم على خدمتها ونسيت باب الغرفة مفتوحاً،  شاهدتها تأخذ مقصا من وراء الإستقبال وعندما ناديتها ، ركضت الى الخارج ، حاولت تهدئتها وأخبرتها أن تعطيني المقص بهدوء كي لا تؤذي نفسها ، لوهلة خلتها ستفعل وخاصة بعد أن ابتسمت لكنها خدعتني ....ابتلع ريقه... وطعنت نفسها " .

نظر اليه وقال :

- "  أنت غريب عن هذه المنطقة  ولم أصدقك عندما أخبرتني برؤية هذا المشهد المريع وخاصة انني لم أجد جثتها كنت أتمنى أن تكون موجودة ...أتعلم أنا أموت شوقا إليها " .

تحرك الهواء في الغرفة كنسمة عليلة شعر بها الاثنان ولكنهما لم يعيراها أهمية .

قال عمر متأثراً :

- " هل ماتت في يومها ؟ "

- " لا لم تمت لم تكن الطعنة قاتلة ولكن قفزتها من فوق الجرف كانت النهاية " .

قال عمر بعصبيه:

- " كيف  ؟! .. الم تقم على علاجها ، لماذا لم تحجزها في هذه الغرفة ... لقد قصرت معها... ويلك لو قمت على خدمتها لكانت الآن حية !! " .

ارتعد مالك وقام غاضباً من مكانه :

- "  ما بالك يا هذا ؟ أنسيت أنها كانت خطيبتي وحبيبتي كانت روحي وحياتي ..لقد كانت.... "

بكى مالك واسترسل قائلاً :
- " هل نسيت أنها كانت إبنة عمي قبل كل هذا ؟ "

مسح دموعه بكفه قبل أن يتابع :

- " لقد سافرت لمقابلة أحد الأطباء في الخارج وأخذت جميع تحاليلها الطبية معي ، وعندما اعطاني الطبيب أملاً في شفائها القريب ، اتصل عمي يخبرني بالفاجعة " .

نظر لعمر وقال :

- "  ويلك ألم يكفني فقدانها وتلومني من جديد لقد أغلقت غرفتها كما تركتها على أمل عودتها "

وسكت :

- "  حتى وإن ماتت كنت على أمل بعودتها ، لا أعلم بماذا كانت تفكر وهي تطير من فوق هذا الجرف اللعين ".

سقط على ركبه والدموع تملأ وجهه وصاح بأعلى صوته :

- " حنان ماذا فعلتي بي ...لماذا تركتيني وحيداً "

جاء صوت منخفض كأنه يشعر بالذنب :

- " لا أعلم.. لماذا ؟ "

التفت عمر بسرعة وانتفض راجعا للخلف، كانت حنان تقف وراءه على باب الغرفة وهي تبكي .

وكان مالك يقف على قدميه مشدوها ، كيف هذا وركض إليها :

- " حبيبتي... لقد عدت " .

 ولكنه تخللها وخرج من الغرفة ، عاد متسللاً يحوم حولها وفي حركة كأنه يضمها ، وضعت رأسها على كتفه وبكت كما لم تبك يوماً وقالت بعاطفة لم يلمسها منها طوال معرفته بها :

- " ليتني أستطيع العوده لقد إشتقت لدفئك "  .

في اليوم التالي ركب سيارته مودعا لمالك وداعياً له بالتوفيق ، ضمه مالك وقال له في أذنه هامساً :

- " لن أنسى ما فعلت معي طوال حياتي،  كانت أمنية رؤيتها تمثل حياتي كلها وأتمنى أن تعود من جديد "  .

مر بجانب الجرف أوقف سيارته نظر لأعلى ولكنه كان خالياً.. أكمل طريقه ...لم يشاهدها تراقبه يبتعد وهي مبتسمة فاتحة ذراعيها للهواء .

بعد أن قطع مسافة طويلة مبتعداً عن القرية ، اراد التقاط سيجارته التي سقطت تحت اقدامه،  رفع رأسه واذا بشيخ كبير يجلس في المقعد المجاور له انتفض واوقف السيارة ، نظر للشيخ :

- "  كيف صعدت هنا ؟ ومن أنت ؟  "

قال له الشيخ متعجباً :

- "  لا أعرف ؟ "

نظر عمر إليه وتذكر شيئاً وكالمغلوب على أمره ضرب المقود بيديه قائلاً :

- "  ليس انتم من جديد ! "  .

تمت

نبذة عن مسيد المومني
حصلت مسيد المومني (32 سنة) على بكالوريوس صحافة وإعلام من جامعة اليرموك حيث تعمل حالياً بقسم الإعلام في مؤسسة تجارية، ولدت في إحدى قرى الأردن وترعرعت في طبيعة ساحرة بلورت في نفسها حب الأحلام والخيال ، تعلقت بالقصص الرومانسية التي كانت ترويها جدتها وشعرت برغبة بدمج الخيال مع القصص الشاعرية وترفد موقع قصص ما وراء الطبيعة بإبداعها من قصص الخيال. سبق لـ مسيد أن عاشت تجربتين واقعيتين نشرتا على موقع ما وراء الطبيعة وهما كرة ضوء غامضة وحادثة طريق إربد- عجلون، تراودها من حين إلى آخر رؤى تنبئ عن رسائل تتحقق في الواقع .


 

هناك 46 تعليقًا:

  1. أبو جانتي ملك التاكسي , شبيهة لاحدى حلقات المسلسل

    ردحذف
  2. مسيد المومني6 أكتوبر 2010 في 9:24 ص

    صباحك سعيد سر الارض
    يمكن بس أنا ما شفتها الحلقه يسلمو على متابعتك للقصة

    ردحذف
  3. بتحكي القصة في مسلسل ابو جانتي طبعا في رمضان , ان ابو جانتي كان راجع لبيتو في نص الليل بالتاكسي , يعني كان موصل طلبية بعيدة , مر من أمام جرف او منحدر صخري كان واقف بجنبه فتاة لابسة ابيض بابيض , طلبت منه ان يوصلها لبيت اهلها , وطبعا في الطريق كانت كثيرة النظر للمراة وتصرفاتها تثير الخوف , اسمها ياسمين , شعرت بالطريق بالبرد اعطاها ابو جانتي جاكيته وتغطت فيه , بس وصلت لعند البيت وقفت امام باب بيتها , وابو جانتي رجع وبعدين القى عليها نظرة قبل ما يذهب فلم يجدها امام الباب اختفت ,
    في اليوم التالي اتعرض لمخالفة مرور وكانت الاوراق السيارة في جاكيته اللي اعطاه لياسمين ليلة امبارح , رجع على بيتها واخذ يقرع الجرس حتى جرج رجل , ساله ابو جانتي وين ياسمين طلعت معي امبارح وجاكيتي معها , قال الرجل : ياسمين بنتي وماتت من 5 سنين , شعر ابو جانتي بالخوف يعني اللي طلع معه امبارح كان روحها , المهم راحو على قبرها وقراؤ الفاتحة فوجد ابو جانتي الجاكيت وبداخلو وردة جنب قبرها .. وانتهت القصة اليست شبيهة كثيرا

    ردحذف
  4. من المعلوم اختي مسيد انني املك موهبة الكتابة القصيية مثلك تماما , وهنا في الموقع قصتين لي .. واحاول ان اطور اسلوبي

    ردحذف
  5. مسيد المومني6 أكتوبر 2010 في 10:20 ص

    والله حلوه القصه ويمكن فيها شبه ...ما بنكر بس كون على ثقه انو انا ما اخذت ولا شي من قصة ابو جانتي ما شفتها وما عرفت عنها شي الا هلا منك بس بوعدك بالقصه الجاي رح تكون قصه بالفعل حدثت مع اشخاص بعرفهم ولهيك رح تكون نادره وما رح تكون مكرره بشكرك على الاهتام والي الشرف بالتعرف عليك والتعاون معك في مجال القصص اذا عندك الرغبه بذلك
    كل الاحترام لشخصك الكريم

    ردحذف
  6. ســـ(أ)ـــير الغربه


    بصراحه انا شفت القصه الجزء الاول وكانت رائعه
    لكن الجزء الثاني
    فيه روعه لا يمكن وصفها
    وخال واسع
    اتمنى لك التوفيق اخت مسيد وللامام ان شاء الله

    ردحذف
  7. مسيد المومني6 أكتوبر 2010 في 11:37 ص

    يسلموا اسير كلك زوق
    وسعيده جدا فيك وبوجودك الدائم ومتابعتك للقصه

    ردحذف
  8. هل عندك مدونة شخصية مسيد

    ردحذف
  9. مسيد المومني6 أكتوبر 2010 في 3:18 م

    لا سر الارض ما عندي بدها شغل وانا ما عندي وقت

    ردحذف
  10. قصة .......
    يتخللها عنصر المفاجأة .....
    على فكرة ما أردت ان اقرأ القصة ولكن السطر الأول سحبني للأخير ......

    بالتوفيق قصة رائعة بكل تأكيد
    ننتظر المزيد ....................

    ردحذف
  11. مسيد المومني7 أكتوبر 2010 في 9:22 ص

    أنين القلب
    سعيده أن السطر الاول موجود لتكمل ما قرأت
    شكرا على مرورك

    ردحذف
  12. مسيد المومني ابهرتيني
    ما توقعت تكون القصه مشوقه
    بتمنالك النجاح والتوفيق
    والى الامام

    ردحذف
  13. مسيد المومني7 أكتوبر 2010 في 11:45 ص

    شكرا دانا
    كلك زوق
    تسلمي

    ردحذف
  14. موضوع القصة جميل ولكن يحمل الكثير من التفاصيل مما يدفع للملل اثناء القراءة فاسلوبك بها اقرب الى السيناريو منه الى القصص وتذكرني بفيلم امريكي لنيكولاس كيج ربما كان من باب المصادفة

    ردحذف
  15. مرحبا.. انا كتير عجبتني للقصة و خاصة لما حطيت هاديك الغنية تبع هايد اند سيك كتير حلوين مع بعض
    و القصة بتحلى معها.. لهيك من شان الله اقلولي شو اسم الاغنية تبع hide and seak من شان اقدر حملها على الجهاز
    انا حبيتك كتير انسة مسيد و اسلوب كتير مشوق و خيالك جامح و كتير بحسك انك انسانة حساسة
    شكرا الكن و لا تحرمونا منكم و سلام الله عليكم
    امينة

    ردحذف
  16. بصراحه عجزت شفتاي عن التعبير وعيوني عجزت عن البكاء وهل قلبي يستطيع التعبير؟؟؟؟
    برافو مسيده انتي مش كاتبه وحسب انتي مبدعه حقيقيه..,.,مشكووووووووووووووووره ع القصه الحلو.,.^_^

    ردحذف
  17. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 9:10 ص

    الانسه ندى مساعده
    ممكن تكون مصادفه واذا انتبهتي لقصص الافلام كلها متابهه بس لوحكيتيلي اي فيلم لنيكولاس كيج لانو انا من الناس الي بحب اسلوبه بالتمثيل
    ومن الممكن انو تكون طويله بس في امور اذا ما رحتيها رح تطلع القصه مبتوره جربي اطبي اي جزء تعتبريه مو مهم وشوفي النتيجه
    مبسوطه فيكي ندى عندك نقد بناء حبيته
    ان شاء الله تبقي بخير

    ردحذف
  18. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 9:49 ص

    أمينة:
    كلك زوق ومشكوره على كلماتك اللطيفه
    بالنسبه للأغنية ما الك غير تسألي السيد كمال وعند كمال الخبر اليقين
    بتمنى في القصه القادمه أقدم قصة فريده تعجب الجميع
    كل الاحترام والشكر الك

    ردحذف
  19. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 9:51 ص

    ياسين أنا الي مو عارفه اعبر عن فرحتي بكلماتك الحلوه والمشجعه
    مبسوطه فيكم كلكم
    يسلمو

    ردحذف
  20. قصة جميله ورائعه ماشالله عليكي مسيد بدنا نقرء مزيد من القصص و الى الامام

    ردحذف
  21. ماشاء الله عليكي مسيد قصة وقصص جميلة تستحق القرائه تكرار وتكرار بتمنالك التوفيق وكتابة المزيد من القصص

    ردحذف
  22. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 1:04 م

    غير معروف
    سعدت بأن القصه أعجبتك واتمنى ان ترقى القصص القادمه بالمستوى الذي يليق بكم

    ردحذف
  23. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 1:12 م

    اخ سليمان
    مشكور على متابعتك للقصه لنهايتها
    اعلم انها قد تكون طويله وتشعر البعض بالملل ولكن الاغلبيه من القراء يحبون المطالعه ويستهويهم هذا النوع من القصص
    وهذا اختلاف في الامزجه احبه كثيرا لانه يوقفك على انواع اخرى من القصص
    دمت وشكرا على المرور

    ردحذف
  24. شكرا مسيد على الاهتمام في الردود لاكن كان في الامكان اختزال الحوار والتفاصيل لتأخذ القصة منحى روائي لجذب القارىء حيث انني للان لم اكمل القصة ولم اعرف نهايتها على الرغم انني قرات روايات تتعدى صفحاتها 600 صفحة دون ان اترك الكتاب من يدي بسبب الاسلوب المشوق واعتقد ان هذا هو العنصر المفقود في القصة

    ردحذف
  25. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 2:09 م

    ولا يهمك ندى في القصه القادمه اتوقع ان تعيدي قراءتها مرات عديده
    سعيده ايضا بمتابعتك للردود وايضا لأهتمامك
    سعيده بك وبرأيك :-)

    ردحذف
  26. برافو مسيد
    استمري وننتظر منك الأكثر فما قرأت هو نقطه من بحر ابداعك. فأبهري العالم بقدراتك.

    ايناس البدر21

    ردحذف
  27. مسيد المومني9 أكتوبر 2010 في 2:45 م

    ايناس البدر كرا لك على رأيك وبتمنى تستمتعي بالقصه
    كل الاحترام

    ردحذف
  28. مسيد القصه بتجنننننننننننن بتمنى الك التقدم للامام ان شاء الله هيه قصة بتستاهل النشر وتكون مسلسل عشان الكل يشاهدها

    ايديل فرند

    ردحذف
  29. مسيد المومني16 أكتوبر 2010 في 9:42 ص

    يخليكي ايديل
    وشكرا الك كثير سعدت بمرورك

    ردحذف
  30. مسيد

    للأسف لا أستسيغ هذه القصص

    لكني لا أنكراعجابي بأسلوبك المميز والمشوق

    مسيد اتمنى لك التوفيق

    أنس الردايده

    ردحذف
  31. مسيده المومني18 أكتوبر 2010 في 9:19 ص

    أنس يا صديقي تبقى محاوله للتغيير
    وبالنسبه للأحلام والخيال فهي مكمله للحياه
    فمثلما نحتاج للواقع نحتاج الخيال
    دمت بألف خير
    وشكرا على مرورك

    ردحذف
  32. كله كلام فارغ وتخبيص واكيد الطيور على اشكالها تقع ووافق شن طبق

    ردحذف
  33. جميله جدا القصه وانتى كمان جميله اعجبتنى جدا القصه لانى من محبى هذه القصص
    رداعلى المحترم الغير معروف صاحب التعليق الاعلى (لما هو كلام فارغ بتقرأه ليه وخلى اسلوبك فيه نوع من الاحترام شويه) شكرا على القصه
    ــــــــالسباعىــــــــ
    مصر

    ردحذف
  34. انا استغرب من اسماء مغموره وناس غير معروفه اعطو لنفسهم حق النقد مين اعطاهم هذا الحق وعلى اي اساس بنو نقدهم؟؟؟بالنسبه للقصه رائعه بكل المقاييس ولو انو فيها نوع من الاطاله بس مو اطاله من فراغ قصه رائعه وتدل على موهبة صاحبتها وانا بهنيكي

    ردحذف
  35. مسيده المومني23 نوفمبر 2010 في 10:28 ص

    السيد غير معروف
    شكرا على ذوقك واحترامك الظاهر من خلال كلامك
    اتمنى فعلا لو ما عجبك شي يكون اسلوبك ارقى في طرح النقد كالسيدات والساده الذين سبقوك بالتعليق

    ردحذف
  36. مسيده المومني23 نوفمبر 2010 في 10:31 ص

    السيد المحترم محمد حسن
    سعيده بوجودك هنا بين صفحات قصتي
    وشكرا جزيلا على لغتك التي تنم عن شخص مثقف
    دمت سعيد وبخير

    ردحذف
  37. مسيده المومني23 نوفمبر 2010 في 10:36 ص

    السيد يوسف شهاب
    كل شخص لديه وجهة نظر ونقد اتمنى من الجميع ان يكون نقد بناء وليس من أجل الإساءه
    لا اعترض على اي رأي بالعكس فبالنقدالبناء نستطيع تطوير اسلوبنا ليرقى لجميع المستويات
    اشكرك على المرور
    ودمت بخير وبصحه جيده

    ردحذف
  38. كل طريق لا يخلو من الاشواك ولكن لو امعنت النظر فأن هذه الاشواك تكون على جانبي الطريق ولا تنبت وسطه فاذا انحرفت عن مسارك آذتك وان بقيت فيه لم تعرها بالا ولن تجد منك الا نظرات الاشمئزاز نحوها فلا تلتفتي الى من يجهل الكلام فانهم كهذه الاشواك بل امضي قدما فانت في طريق صحيح

    ردحذف
  39. مسيده المومني24 نوفمبر 2010 في 12:27 م

    سيد يوسف
    في اي طريق نسلكها نحتاج لصديق يدفعنا للأستمرار
    ويرشدنا لسلوك الطريق الصحيح
    دائما ومهما لبس الشخص ثوب القوه والتصميم الا انه في داخله طفل صغير يحتاج لسماع كلمات التشجيع ليستمر بالمسير بعد اولى خطوته وهذا ما تمثله لي كلماتك
    شكرا لك ودمت بخير

    ردحذف
  40. قصة جميلة

    اتمنى لك التوفيق وبانتظار قصة جديدة

    شكرا

    ردحذف
  41. مسيده المومني23 ديسمبر 2010 في 2:31 م

    Catwoman

    شكرا على تواجدك
    سعيده بكلماتك

    ردحذف
  42. يا سلام عليك

    ردحذف
  43. عزيزتي ميسد

    ابدعتي بخيالك الرائع ،،، بصراحه انا كنت متوقعه نهايه اخري ولكن نهاية قصتك اعجبتني بمراحل،،، اسلوبك شيق وممتع وغير متوقع.

    سلمت يداكي حبيبتي والى الامام دائما

    ردحذف
  44. بجد ذوق ادبى راقى جدا ,اشكرك على المتعه التى منحتينى اياها فى السماح لى بالدخول الى عالم خيالك المتالق ,الى الامام اخت مسيد

    ردحذف
  45. احلى قصة قرأتها

    ردحذف
  46. القصه جميله لااعلم ماذا اقول غير انك اخرجتينى من حزنى ونستينى همومى انا بحب الخيال وبكره الحقيقه لانها تكون دائما فوق الاحتمال sa مصريه

    ردحذف