يدور فيلم Poltergeist حول عائلة فرلينغ التي تعيش حياة هادئة في ضاحية أميركية نموذجية، قبل أن تتبدل الطمأنينة إلى كابوس: ظواهر غريبة تبدأ خفيفة ومسلية، ثم تتصاعد إلى عنف صريح حين تختطف قوى غير مرئية الطفلة «كارول آن» إلى بُعد آخر عبر خزانة غرفتها، فينطلق الوالدان في صراعٍ محموم لاستعادتها بمساعدة وسيطة روحية. الفيلم امتاز بمؤثرات بصرية سباقة جعلت التلفزيون والخزانة وشجرة الحديقة ودمية المهرج أيقونات رعب لا تُنسى.
ما معنى «الأشباح الضاجة» في المعتقدات الشعبية ؟
«بولترغايست» كلمة ألمانية مركبة من poltern (يُحدثُ ضجيجا/قرقعة) وGeist (روح/شبح)، أي «الشبح الصاخب» أو «الروح الضاجة».
في الفولكلور تُنسب لهذه الظاهرة قدرات على إحداث الطرق والصفق، رمي الأشياء، تعطيل الأجهزة، إشعال حرائق صغيرة، وأحياناً توجيه اعتداءات جسدية؛ وغالباً ما ترتبط بشخصٍ معين داخل البيت أكثر من ارتباطها بالمكان نفسه. لهذا بدت عائلة الفيلم كما لو أنها «المستهدف»، لا مجرد بيت مسكون ، إقرأ المزيد عن معتقد الأشباح الضاجة Poltergeist.
من أخرج «بولترغايست» فعلاً ؟
منذ الثمانينيات دار نقاش طويل حول مدى تدخل ستيفن سبيلبرغ في الإخراج بينما يُنسب الاعتماد الرسمي لتوبي هوبر. تفسر بعض المصادر الأمر بعقد ألزمت سبيلبرغ بالتركيز على E.T.
في الفترة نفسها، لذا بقي في خانة الكاتب/المنتج بينما ظل له حضور إبداعي في مواقع التصوير؛ فيما يشهد آخرون بأن هوبر «وضع اللقطات وأدار المشاهد» على الأرض. تبقى الخلاصة الفنية أن بصمة الاثنين تتجاور: حس هوبر في هندسة الفضاء الداخلي والرهبة، ولمسة سبيلبرغ في رعب العائلة/الطفولة والدهشة.
كواليس مظلمة: هياكل عظمية حقيقية ودمية «المهرج»
من أكثر حكايات الكواليس إثارة ما تأكد لاحقاً من استخدام هياكل عظمية بشرية حقيقية في مشهد بركة الماء مع الممثلة جوبيث ويليامز، لأن شراءها حينذاك كان «أرخص من تصنيعها»، وهو ما غذى لاحقاً أسطورة «لعنة بولترغايست». كما كاد مشهد دمية المهرج أن ينقلب إلى حادث قاتل للطفل أوليفر روبنز بسبب خلل ميكانيكي شد الذراع حول عنقه، قبل أن يُستدرك الأمر. هذه الوقائع، مهما اختلفت تفاصيل روايتها، عزّزت هالة الفيلم المرعبة خارج الشاشة أيضاً.
«قصة حقيقية» مع ستيفن سبيلبرغ
ثمة حكاية موثقة على لسان ميريل ستريب تقول فيها إن سبيلبرغ أخبرها، خلال تعاونهما الصوتي على فيلم A.I. عام 2000، بأن منزله كان «مسكوناً» وسألها إن كانت تعرف كاهناً لإجراء «طقوس طرد شيطاني»، فأحالته إلى قس بالفعل. لا نعلم تفاصيل ما جرى لاحقاً، لكن القصة بقيت أحد أشهر الروابط بين سبيلبرغ وتجربة «الأشباح الضاجّة» خارج الفيلم.
لماذا بقي «Poltergeist» فيلمًا مفصلياً ؟
- تفكيك براءة الضواحي: يقتحم الرعب مركز الحياة الأميركية المتخيلة: غرفة طفل، شاشة تلفاز، خزانة ملابس.
- رعب عائلي/وجودي: الخوف هنا ليس من «وحشٍ خارجي» بل من قوةٍ غير مرئية تهدّد الرابطة الأسرية ذاتها (اختطاف الابنة).
- لغة سينمائية مُبتكرة: مؤثرات بصرية وصوتية تصنع رعباً حسياً بلا «عنف دموي»، وتُبقي التوتّر في الأشياء اليومية.
معلومات عن الفيلم
كتابة : ستيفن سيبلبيرغ
تمثيل : كريغ تي نيلسون - جوبيث ويليامز - بياتريس سترايت
سنة الإنتاج : 1982
شاهد برومو الفيلم
نبذة عن كمال غزال
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".

0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .