مسلسل ما وراء الطبيعة Paranormal هو أول إنتاج مصري أصلي (Original) لمنصة نتفليكس باللغة العربية، وعُرض لأول مرة في 5 نوفمبر 2020 ، العمل مقتبس عن سلسلة الروايات الشهيرة التي حملت الاسم نفسه للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق "سلسلة ما وراء الطبيعة".
تدور أحداث المسلسل في أواخر الستينيات، حول الدكتور رفعت إسماعيل ، أستاذ أمراض الدم في جامعة القاهرة، الذي يعيش حياة تشكك علمية صلبة ولا يؤمن بالخوارق، حتى تتوالى أمامه ظواهر غريبة لا تفسير علمي لها مما يدخله في مواجهة مع عوالم الماورائيات تدريجياً.
كل حلقة من حلقات الموسم الأول تتناول ظاهرة خارقة أو أسطورة شعبية (مومياء، النداهة ، شبح الطفلة، عقوبة الفراعنة، إلخ) ضمن سياق متصل بخيوط سردية تربط الحلقات من خلال بيت خداروي وارتباط شخصية الطفلة شيراز بـ رفعت وعالمه الماورائي.
رفعت يبدأ من النفي والشك، ثم يُجبر على القبول التدريجي أن هناك “ما وراء الطبيعة”، ومعه ماغي التي تجمع بين الطرفين: مؤمنة جزئياً أو على الأقل منفتحة للتساؤل.
بهذه الطريقة، المسلسل لا يعتمد فقط على عنصر الرعب أو الظواهر الخارقة، بل يدمجها داخل سياق بشري - شخصيات، علاقات، صراعات داخلية – مما يجعله أكثر جدوى وتأثيراً في الجمهور.
التحليل الفني والنقدي
نقاط القوة
الهوية البصرية والتفاصيل الزمنية
المسلسل نجح في استعادة أجواء القاهرة في ستينيات القرن الماضي من ديكورات، أزياء، سيارات، مواقع تصوير مما أعطاه مصداقية وبيئة مناسبة لاحتضان الظواهر الخارقة.
الشخصية الرئيسية غير التقليدية
رفعت إسماعيل ليس بطلاً خارقاً وإنما إنسان متعب، متردد، يشك بالكون، وكافح ليواجه قدره. هذا النمط من البطل “الضعيف” أو “الشكاك” يجعله قريباً إلى قلب المشاهد، ويكسر النمط الخيالي التقليدي.
دمج الغموض الأسطوري مع الواقع الاجتماعي
الحلقات تستلهم أساطير شعبية مثل “النداهة”، ولعنة الفراعنة، مع وجود الخلفيات الاجتماعية (العائلة، الحب، الألم) التي تضفي بعداً إنسانياً.
نجاح جماهيري وانتشار رقمي
المسلسل دخل قوائم “Top 10” في مصر ومن ثم في عدة دول، وحقق تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل.
فتح الباب أمام محتوى عربي خارقي
كأحد الأعمال القليلة التي تتجرأ على تقديم الرعب والماورائيات باللغة العربية، شكل نقطة انطلاق لتوسع هذا النوع في الدراما العربية.
الملاحظات والانتقادات
- المؤثرات البصرية (CGI) لم تكن دائماً على المستوى المطلوب، وواجهت بعض الانتقادات لرداءة التنفيذ في بعض المشاهد.
- بعض الحلقات اتُهمت بالتشتت أو الانحراف عن الموضوع المركزي، فهي تتراوح بين "حالة اليوم" وارتباطها بالقصة الكبرى.
- ليست دائماً “رعباً صعباً”: بعض النقاد رأوا أن المسلسل أقل من أن يخنق المشاهد بالرعب الحقيقي، لكنه ينجح في الإثارة والغموض.
التأثير على عالم الماورائيات والجمهور العربي
إحياء اسم " ما وراء الطبيعة "
مسلسل ماوراء الطبيعة أعاد تسليط الضوء على سلسلة أحمد خالد توفيق التي كانت في ذاكرت الأجيال، وجعلها موضوعاً للنقاش من جديد.
تمهيد للمزيد من الأعمال الخارقة
نجاح مسلسل ما وراء الطبيعة فتح الباب أمام إنتاجات أخرى عربية في هذا النوع، ومنحه المنتسبين العزم للمخاطرة.
توسيع الجمهور المهتم بالرعب العربي
مسلسل ماوراء الطبيعة جذب مشاهدين من خارج الوسط العربي، وعرّفهم على “الرعب العربي” في سياقه المحلي، مما يزيد من الطلب على أعمال مشابهة.
تحدي التابوهات الثقافية
مسلسل كهذا يجعل الجمهور يفكر في المفاهيم الخوارقية بين الشك والإيمان، ويجرب مواجهة الأساطير بدلاً من إنكارها أو تبجيلها دون تفكير.
دعوة للتفاعل
مسلسل ما وراء الطبيعة ليس مجرد دراما خارقة، بل تجربة ثقافية ذات بعد معنوي وفكري. إنه نموذج يُبين أن ما وراء الطبيعة قادرة على أن تجمع بين الجمهور العربي والإبداع العالمي، إذا ما وُفّقت في التنفيذ والرؤية.
ندعو قراء موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia للمشاركة:
- ما أكثر حلقة أثارت إعجابك ولماذا ؟
- هل تود أن ترى إنتاجاً عربياً من بلدك (سوريا، لبنان، المغرب، إلخ) في هذا النوع ؟ إقرأ المزيد عن غياب الدراما السورية عن عالم ما وراء الطبيعة .
- وما هي الأسطورة الشعبية في بلدك التي تراها تستحق أن تُحوَّل إلى مسلسل رعب خارق ؟
بهذا النوع من التفاعل يستمر تأثير ما وراء الطبيعة.
معلومات عن المسلسل
عدد الحلقات : 6 حلقات في الموسم الأول
بطولة : أحمد أمين - رزان جمال - فيليب شهباز - أيه سماحة
سنة الإنتاج : 2020
شاهد برومو المسلسل
نبذة عن كمال غزال
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .