‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص وروايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص وروايات. إظهار كافة الرسائل

26 يونيو 2025

تأليف : كمال غزال
في مملكته، لم يكن أحد يسأل عن العدالة. كانت القرارات تُتخذ بنظرةٍ من عينيه، وحياتهم تُحسم بحركة من إصبعه.

لم يشعر الملك إيثام قط بتأنيب الضمير، حتى تلك الليلة التي أعدم فيها فتاة صغيرة بتهمة التآمر مع الشيطان.


21 يونيو 2025

تأليف : كمال غزال
في بيتٍ رمادي يقع على هامش البلدة، حيث تتلاشى ضوضاء العالم ويستيقظ الصمت، عاش توفيق مع زوجته ندى وابنتها لانا ذات الأربعة أعوام من زواج سابق.

من الخارج، كان المنزل يبدو كغيره من البيوت: شجرتان على الباب، نافذة تطل على الشارع، وستارة حمراء تلوّح للمارّين.

لكن الداخل... شيء آخر.


2 يونيو 2025

تأليف : كمال غزال
" إذا استُبدلت أعضائي، واحدةً تلو الأخرى… في أي لحظة أتوقف عن كوني أنا ؟ ومتى يتحوّل الجسد، من مأوى للذات… إلى شيء غريب عنها ؟ "

كتب آدم هذه الكلمات في مفكرته الرقمية بعد أول عملية استئصال جزئي.

أزيلت ذراعه اليسرى التي أنهكها الورم وحلّ محلها تركيبٌ آليّ متصل بمنظومة عصبية إلكترونية دقيقة.


28 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
لم أكن أظن أن امرأةً مثلي، رزينة في حبها، هادئة في غيرتها، قد تخاف من باب خزانة.

كنت أراقبه كل ليلة، حين تنطفئ أضواء البيت الكبير، ويعم الصمت في أركانه.

كان باب الخزانة الخشبي، يتحرك كأن فيه نَفَس. لا يُفتح فجأة. لا يصدر صوتاً. بل ينزلق… ببطء مريب، كأن أحداً في الداخل يختبر مزاج الليل.


24 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
على أعتاب نهاية القرن الحادي والعشرين لم يعد المريخ حلماً على خرائط الخيال، ولا حزام الكويكبات مقبرةً للصخور التائهة؛ بل صار كلاهما محطات مفتوحة في دفتر الإنسان، يكتب فيها بأقلام من نار ومعدن.


17 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
لطالما كان في رأس خميس بن سيف فكرة واحدة : أن الكنوز القديمة لا تختبئ في الأرض عبثاً، وأن خلف كل خرافة حقيقية ما لا يُقال.

في قريتهم الصغيرة قرب بَهْلاء، دارت منذ أجيال حكاية عن كنزٍ دفين في واد قريب من جبل الهيال، يبعد عشرات الكيلومترات ... كنز لا يراه إلا من فقد شيئاً من نفسه.


15 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
منذ أن فتحت عيني على هذا العالم، ظلّ هناك حلم... لا يموت.

امرأة بلا ملامح تدخل بيتاً بلا سقف.
في وسطه، دائرة من ثلاثين مقعداً طينياً، مصطفّة كأنها تنتظر شيئاً لم يحن أوانه.

وفي المركز، تجلس امرأة في حالة ولادة. لا تصرخ، لا تتلوّى، فقط تحدّق بي.

نظرة لا تُطلب… بل تُلقى عليك.
نظرة لا تحمل سؤالاً، بل حكماً.

10 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
في تلك القرية المنسية، حيث الليل أكثر كثافة من الظلام نفسه، كان الجميع يهمس باسم تلك الأرجوحة القديمة المعلقة تحت شجرة صنوبر هَرِمة قرب البحيرة الميتة.

لم يعرف أحد من أين جاءت، ولا متى عُلِّقت، لكنها كانت هناك منذ زمن أقدم من ذاكرة البشر، ثابتة كأنها وتر مشدود بين عالمين.

5 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
حين أنظرُ الآنَ إلى يديّ الهزيلتين وهما ترتجفان فوق غطاء السرير الأبيض، أتساءل: هل كانت حياتي مجرد رحلة طويلة من الصمت، منذ أول صرخة أطلقتُها في هذا العالم ؟

منذ طفولتي في قرية صغيرة نائية شمال المغرب، كان الليل يحضر معه غرباءً لا تراهم سوى عيناي.


4 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
في ظلال حلب القديمة، حين كانت تتوّجها قباب العثمانيين وتتعانق مآذنها مع زرقة السماء، حيث الريح تُهدهد أزقتها بعطر الياسمين والزعتر، وُلد عبد الرحمن بن يوسف السماوي، طفلًا يتيم الأب، في بيت متواضع من حجر مطفور بالورع.


1 مايو 2025

تأليف : كمال غزال
اسمي ريم

طالبة طب، أسكن بمفردي في الغرفة B24 بالسكن الجامعي.

لطالما كانت الوحدة لي ملاذاً، أهرب إليها من ضجيج العالم وصخبه، أجد في صمتها صفاءً يشبه حضناً خفياً يُهدّئ قلبي المتعب.

لكن منذ أسابيع… بات هذا الصمت غريباً.
لم يعد صمتاً عادياً، بل كأن وراءه شيئاً يراقبني.


26 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
في ظلمة المكتبة الوطنية في مدينة ميونيخ الألمانية، كان يوسف - طالب جامعي عراقي يدرس العلوم الإنسانية - منهمكاً في إعداد مشروع تخرجه حول الميثولوجيا في ثقافات العالم. يتنقل بين رفوف الكتب القديمة، يتتبع مصادر نادرة تشبع فضوله العلمي. 


تأليف : كمال غزال
في عام 1975، كانت تركيا تعيش على إيقاعٍ خاص -  مزيجٌ من البساطة والطبيعة الساحرة، قبل أن تغزوها زحمة المدن والضجيج الحديث.
في الريف، حيث تمتد الغابات والأنهار مثل قصائد نائمة، كان الليل أعمق، والمطر أكثر حزناً.


24 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كان اسمه يسبق صوته، وصورته تسبق ظله.
الرائد أشرف عمران، صقر النيل.
طيّار مصري من طرازٍ خاص، نادر كمياه النيل في موسم الشح.
كفاءة مطلقة، انضباط حديدي، عينيه لا تهتزان تحت الضغط، وعضلات يده اليمنى أقوى من قانون الجاذبية نفسه.

20 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كان سامر، طالب الطب المتدرّب في مشرحة الجامعة، من أولئك الذين يتعاملون مع الموت كما يتعامل الجراح مع مشرطه: بدقة، وهدوء، وتجريد من الشعور.

المشرحة كانت عالماً من الرخام البارد والفورمالين، تضيئه مصابيح صامتة وتراقبه كاميرات لا ترمش.


18 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
عاد أيمن إلى حلب بعد غيابٍ طويل. مغترب في بلادٍ بعيدة، ظنّ أن الشوق للوطن لا يُطفئه سوى أن تسير في أزقة الحارات التي حفظت وقع قدميك، وأن تتنفس هواء الاسواق القديمة الممزوج بعبق صابون الغار  ورائحة الزعتر.


17 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
تحت قبة النجوم التي بدت كحبات ألماس متناثرة في السماء الصحراوية، اتجهت سيارة الدفع الرباعي تقطع طريقها بين كثبان الرمال الذهبية، كانت الأجواء هادئة، لا يعكر صفوها سوى صوت المحرك ونغمات الموسيقى الهادئة التي اختارها نايف وراكان لمغامرتهما الليلية. كان الهدف واضحاً: استعادة شيء من ذكريات الشباب التي سرقتها مسؤوليات الحياة ورتابة الأيام في المدن الصاخبة.


16 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
لم يكن لأحد أن يزوره.

عادل، الستّيني، عاش حياته وحيداً، بلا إيمان، بلا علاقات حقيقية، يردد دائماً :
"نحن مجرّد شرارة في ظلام الكون... نُولد، نحترق، وننطفئ."

أحب العلم، واحتقر الغيب، ولم يُصغِ يوماً لقلبه.


15 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
كانت "سُهى" قد خرجت من غزة في سيارة إسعاف، بجسد زوجها المحترق، وبقلبها الممزق أيضاً.
في المقعد الخلفي، كان عزام يلفظ أنفاساً متقطعة، تُغرقه في غيبوبة طويلة.

وفي ذاك اليوم نفسه، وفي ركن آخر من المدينة،
كانت ابنتها "رُبى" تلهو قرب المطبخ عندما سقطت القذيفة.

لم يبقَ منها شيء… لا جسد، لا شاهد، ولا حتى خيط شعر.
لم تُدفن. لم يصلَّ عليها.


14 أبريل 2025

تأليف : كمال غزال
لا أحد يعرف من أين جاءت.

في فجرٍ غارق في الضباب، بينما كانت أجراس المعبد تقرع للصلاة...وجدوا طفلة صغيرة ملفوفة بوشاح أسود عند عتبة البوابة الحجرية. كانت صامتة، عيناها الرماديتان تحدقان في السماء ، وراحة يدها اليسرى وُشمت بهلال مقلوب، لم يُعرف له مثيل بين رموز المعبد.