من بين أفلام الرعب التي تتناول الأساطير الشعبية اللاتينية، يسطع نجم فيلم لعنة لايورونا The Curse of La Llorona كأحد أشهر الأعمال التي تناولت أسطورة المرأة الباكية. والتي تجسد الأم في صورة مغايرة عن المألوف، حيث تتحول من رمز للحب إلى شبح إنتقامي يستهدف الأطفال دون غيرهم.
قصة الفيلم
تبدأ أحداث الفيلم في المكسيك عام 1673، حينما يكتشف طفل والدته وهي تحاول إغراق شقيقه الأصغر في النهر، فيصدمه المشهد ويحاول الفرار دون جدوى، لينتهي به المطاف كأخيه بعد إغراق والدته له.
ينتقل المشهد إلى بعد 300 عام في لوس انجلوس، حيث تتابع (آنا) وهي عاملة اجتماعية مختصة بشؤون الأطفال حالة اختفاء طفلين لسيدة تدعى باتريشيا.
عندما تصل آنا لمنزل السيدة، تتفاجئ بحقيقة أن الأطفال تم حبسهم خلف باب مغلق، فتصر على فتحه، لتهاجمها باتريشيا في محاولة يائسة لحمايتهما، وينتهي بها الأمر معتقلة لدى الشرطة. أما الطفلان كارلوس وتوماس، يصران على الاختباء من سبب مجهول، رافضين كافة محاولات آنا لمساعدتهما. ورغم ذلك، يتم نقلهم إلى أحد مراكز الرعاية حيث يبدأ الرعب الحقيقي عندما تحاول سيدة ذات ثوب ابيض قتلهما.
لايورونا: المرأة الباكية
تم استيحاء الفيلم من الفلكلور الأمريكي اللاتيني، حيث تعود القصة الى عام 1550 في المكسيك، مع وجود بعض النظريات حول ارتباطها بأساطير الخلق الأزتيكية. وتتمحور الأسطورة حول شبح ام تجوب الأنهار حزنا على أطفالها الذين أغرقتهم في نوبة غضب بعد أن اكتشفت خيانة زوجها لها. ويقال إن من يسمع بكائها تلاحقه المصائب أو الموت، فتتحول حياته إلى ملعونة،ويكتب له العيش في الشقاء.
تمتلك هذه الاسطورة العديد من النسخ باختلاف تفاصيلها بين الدول اللاتينية. النسخة الاعتيادية من الاسطورة تعود لقصة سيدة تدعى ماريا والتي تمتلك طفلين. ولكن يوما ما ترى زوجها مع امراة اخرى وفي نوبة غضب تقوم باغراق اطفالها في النهر وتشعر بالندم بسرعة ولا تستطيع انقاذهم. فقتقرر اغراق نفسها ايضا لتتبعهم الى الحياة الاخرى. وبسبب ذلك روحها تبقى معذبة وعالقة على هذه الارض حتى تستطيع ايجاد اطفالها. في نسخ اخرى تقول القصة ان اطفال السيدة كانو غير شرعيين وخارج اطار الزواج لذلك هي تغرقهم حتى لا يستطيهع والدهم اخذهم منها ويتم تربيتهم من زوجته الاصلية.
هيئة المرأة الباكية
تقول الأسطورة إنها سيدة شاحبة البشرة، تملك ملامح يغلب عليها الحزن وكثيرا ما تكون دامعة العينين. ترتدي ثوبا أبيضأ مبللا بالماء، ويسمع صراخها وبكاؤها ونحيبها في الأرجاء. غالبا ما تظهر قرب المسطحات المائية مثل الأنهار، حيث يرتبط وجودها ارتباطا وثيقا بالماء.
رمزية الأسطورة
كثيرا ما استخدمت الأسطورة كأداة تربوية لتحذير الأطفال من الاقتراب من الأنهار والمياه أو التنزه ليلا بمفردهم، لكن في حالات أخرى تجسد القصة صورة المرأة المذنبة خارج إطار الزواج، والتي تنال جزاء أفعالها.
وقد قوبلت هذه الأسطورة في المجتمع اللاتيني بردود فعل مختلفة، حيث جرى تحويل شخصيتها إلى رمز يُستخدم للتعبير عن الضغوط الاجتماعية والسياسية خلال فترة الاستعمار الإسباني. فتم تصويرها كامرأة قوية تم سلب هويتها واضطرت لمواجهة قسوة المستعمرين. كما أصبحت الأسطورة رمزا للألم والحزن، وتجسيدا مجازيا للتحديات التي تواجهها الفئات المهمشة في المجتمع اللاتيني.
في الثقافة الشعبية
تستخدم شخصية لا يورونا على نطاق واسع في احتفالات يوم الموتى Day of the Dead في المكسيك، حيث يتنكر الكثيرون بزيها ضمن أجواء الأحتفال. كما كان لها حضور بارز في الثقافة الشعبية عبر الأفلام والأغاني وألعاب الفيديو.
ظهرت La Llorona للمرة الأولى في السينما المكسيكية عام 1933 في فيلم يحمل نفس العنوان، لتتوالى بعده العديد من الأعمال السينمائية التي تناولت قصتها، ومن أبرزها الفيلم المذكور في هذا المقال.
ساهمت استوديوهات بيكسار Pixar في إعادة إحياء شخصية لا يورونا من خلال فيلمها الكارتوني الشهير كوكو Coco في عام 2017. والذي تضمن تجسيدا للشخصية وأغنية حملت العنوان نفسه لا يورونا La Llorona.
كما ظهرت الشخصية في الأدب والمسلسلات التلفزيونية، من أبرزها المسلسل الأمريكي Supernatural خلال موسمه الخامس عشر.
أما في الموسيقى، فقد تحولت لا يورونا إلى أيقونة غنائية لاتينية؛ إذ تعد الأغنية الشعبية المكسيكية التي تحمل اسمها من أشهر ما كتب عنها، ومنذ ذلك الحين أعاد العديد من الفنانين والموسيقيين اللاتينيين أدائها ونشرها عالميا.
معلومات عن الفيلم
التصنيف : رعب شعبي - غموض - تشويق
اللغة : الإنجليزية - الإسبانية
كتابة : ميكي دوتري وتوبياس لاكونيز
إخراج : مايكل تشايفز
سنة الإنتاج: 2019
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .